خير الدين التونسي أو خير الدين باشا هو أحد رموز الإصلاح بالبلاد التونسية.
وُلد في بلاد الشركس، جنوب شرقي جبال القوقاز، اختطف من أهله وهو صغير السنّ واقتيد إلى اسطنبول. وعند بلوغه السابعة عشرة من العمر سنة 1839، اشتراه مبعوث المشير أحمد باي وجلبه معه إلى تونس ليعزّز به صفوف المماليك الموجودين في سرايا المشير. كان عصاميا، انكبّ بمفرده على الدّراسة فأتقن التركية والعربية والفرنسية وارتقى بسرعة في سلّم الرّتب العسكرية ليصبح أمير الأمراء (جنرال) سنة 1852.
ساهم في إصدار قانون عهد الأمان وتولّى رئاسة المجلس الكبير الّذي أقرّه محمّد الصّادق باي والّذي اخرج أوّل دستور في تونس وفي العالم العربي والإسلامي سنة 1861، الدستور الّذي تضمّن منع الرقّ في بادرة سبقت الولايات المتّحدة الأمريكية وبعض البلدان الأوروبية.
أصدر كتابه الشهير "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" سنة 1867 وهو عبارة عن برنامج إصلاحي متكامل للنّهوض بالعالم العربي والإسلامي وقد اتّخذ مرجعا وترجم إلى اللغات التركية والفرنسية والفارسية…
تولّى خطّة الوزارة الكبرى من سنة 1873 إلى سنة 1877 حيث كانت الإيالة التونسية على قاب قوسين أو أدنى من الانهيار لكثرة الدّيون المتخلّدة نتيجة للفساد وسوء الإدارة والنّقص في الموارد البشرية إلى جانب مخلّفات ثورة علي بن غداهم سنة 1864.
بادر بإعادة تنظيم الإدارة وأصدر حزمة من القوانين في إطار مشروع إصلاحي واعد تضمّن: قانون لتنظيم الأوقاف، إصلاح التعليم الزيتوني وإنشاء مدرسة عصرية (الصّادقية)، قانون لتنظيم القطاع الفلاحي، بعث مؤسّسة للأرشيف لحفظ وثائق الدّولة، قانون لعدول المنفّذين لتنظيم الملكيّة…
توفّي سنة 1890 ليدفن بإسطنبول وليقع نقل رفاته إلى تونس سنة 1968 بناء على طلب من الرّئيس الحبيب بورقيبة.
المصدر: المركز الوطني للتوثيق
