67 عاما على استقلال تونس

تحتفي تونس اليوم الاثنين 20 مارس 2023، بالذكرى السابعة والستين للاستقلال، وهي مناسبة وطنية يستحضر فيها التونسيون نضال آبائهم وأجدادهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي الذي دام 75 عاما. 

وفرضت فرنسا ما أسمته بـ"الحماية" على تونس بموجب اتفاقية بدلاً من الغزو المباشر، وذلك من خلال توقيع معاهدة (باردو) مع الباي التونسي "محمد الصادق" في عام 1881م، والذي ظل من خلالها ملكًا على البلاد محافظاً على هيكل الحكومة بتعيين الوزراء التونسيين، وبقاء المواطنين تحت رعايته، إلا أن هذه الاتفاقية أعطت فرنسا الحق في جعل السلطة العليا بيد الجنرال الفرنسي المقيم في تونس مما ساعدهم على نقل الثروات الأكثر خصوبة في شمال تونس والتي تضم وادي مجردة وغيرها إلى دول أوروبية أخرى، كما وبدأت مناجم الفسفاط العمل بالقرب من منطقة قفصة، وزرع الخضار وتصديرها إلى الخارج، وبعدها تحوّلت تلك الحماية التي فرضتها فرنسا تدريجياً إلى استعمار مباشر.

وظهرت بين ربيع 1952 و1954 حركة المقاومة المسلحة التي تشكلت من مجموعات صغيرة خاضت معارك عديدة ضد الأهداف الاستعمارية وخاصة في الجنوب والغرب التونسيين، قادها العديد من المناضلين الذين دعوا بـ"الفلاقة"، وبرز منهم الساسي لسود ولزهر الشرايطي ليكون الحبيب بورقيبة من منفاه في جزيرة جالطة مفاوضا لفرنسا حول الاستقلال الفعلي والناجع فخرجت فرنسا عسكريا من تونس.

وقد كان استقلال تونس إنجازا تاريخيّا مكّنها من الشروع في بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والإدارية والعسكرية والأمنيّة، من خلال رجال أخلصوا الحبّ والوفاء لتونس على رأسهم الفلاڨة التونسية.

وطبق بورقيبة في الستينات سياسة اشتراكية تأميمية تحت اشراف رئيس وزرائه أحمد بن صالح ابدلها في السبعينيات بتجربة خوصصة رأسمالية تحت اشراف رئيس وزراء آخر هو الهادي نويرة، نجحت في انعاش النمو الاقتصادي وكان عماد هذه السياسة السياحة والقروض و الاستثمارات الاقتصادية والفلاحة والصناعة النسيجية والتحويلية الموجهة نحو التصدير وتميزت نضالات الراحل الحبيب بورقيبة بمنحى وطني عميق مؤمنا بسيادة تونس وحتمية تحريرها من نير الاستعمار.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.