ماذا يحدث في وزارة الداخلية؟!

في قراءة بسيطة لما بين السطور،تشهد وزارة الداخلية مخاض ولادة مازالت معالمها غير واضحة سواء ستكون طبيعية أوقيصرية بايعاز أو بقرار مبطن من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي أكّد في آخر ظهور اعلامي له عن  امكانية تسمية مدير عام للأمن على رأسها في القريب العاجل.

تسمية جديدة في قلب السلطة،ترى هل ستمطر خيرا أم ستترك كواليس الوزارة بين الكر والفر؟؟
نقابات أمنية تتبادل الاتهامات وأخرى تنفي وتؤكد علّها تفتح صفحة جديدة مع ذاتها صفحة بيضاء نقية-نقاء الثوب الأبيض من الدنس-قيادات باتت صفحات التواصل الاجتماعي بوابة عبورها لرشق اتهامات وأحاديث عن أباطرة الأمن بتونس تحت حجاب الاعلام البديل!
ما حدث في سوسة وماخلفته الضربة الأخيرة التي راح ضحيتها 39 شخصا أغلبهم بريطانيو الجنسية خير دليل على التململ الحاصل في الوزارة "الحديدية"، مايجعلنا نضع ابهامنا على الدّاء الذي كلف ولازال سيكلف تونس كثيرا بدءا من السياحة ووصولا لأمنها العامّ.
تسيب،حرب مواقع بين قيادات أمنية تموقعن ميدانيا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ،تبرر تقليل قدراتها على حماية هذا الوطن بنقص في التجهيزات  والمعدات،وغياب تنسيق جدّي وفعلي كي لا نقول ضفة غربية على جسر تعيينات وولاءات جديدة في ماراطون ليس له مثيل..
بات واضحا اذن ان كل العمليات التي استهدفت بلادنا وخلصة في الآونة  الأخيرة  ،صممت لينقشع الضباب عن مركز القيادة بحيث ان عمليتي الحرس الوطني بقتل لقمان أبو صخر ومراد الغرسلي كانتا  ضربة قاسمة لكتيبة عقبة  بن نافع ،بدقة  وسهولة  تجرك المعلومات  والاشارات  ..وفي الواقع  ان  التدخل  الأمريكي  ب'الدرونز'(طائرات بدون طيار) أصبح جليا،التدخل الذي فضّله وشكره رجل تونس  الأول باعترافه بجهود  القوى  العظمى في مكافحة  الارهاب على أرض الخضراء على حساب  القوى  الاوروبية وحتى الاسيوية..
جميعنا  يعلم  ان المخابرات  الامريكية  ومساعداتها كلفت "ثمنا"ليس  بالهين على  الصعيد  الوطني  او  الاقليمي  يبرره الغضب الجزائري  وتبادل  زيارات قيادتي  البلدين  لارجاع المياه  لمجاريها..والمخاوف لاتزال  كبيرة!!
لوكانت كل القيادات ممسكة بزمام الأمور ومطبقة لوحدة التكامل فيما بينها  تحت راية الامن  الجمهوري هل  سنصل  لمثل  هذه  الامور؟
هل  انه لابد  ان نقف يد واحدة وفي  اطار  التنافس  الشريف  بين قيادات  ووحدات  'الحديدية'لنلملم  جرح كبر  معنا ولعل  كبره تماشى  وعدم  المسؤلية بالمرحلة  الانتقالية وتهافت  الاطياف  السياسية وراء  جرايات تقاعد ما بعد  الوظيفة العمومية أم  سنواصلالسير  بين المد والجزر ننتظر  الضربة تلو الاخرى لنقول  في  الاخير'قدر الله  وما  شاء  فعل'!!!
ان البلاد  اليوم  في  حاجة  أكثر  من  اي  وقت  مضى لامن موحد لقيادات متنافسة تتنافس على  الولاء والحب  للراية  الوطنية  وليس للمصالح والولاءات الشخصية..
اذن  صار  لزاما على الواعين  والمخلصين من ابناء هذا  الوطن  نزع  ستار الاستعمار الذي لدغنا منه لسنوات ،والخروج من عنق الزجاجة علّنا نجد الصف  الواحد لاصلاح ما يمكن اصلاحه كل من موقعه  وفي  حدود مسؤوليته.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.