عارضة الأزياء عزة سليمان: أمام شهداء فلسطين عملي يصبح ثانويا.. المقاومة ليست ارهابا.. وسأستمر في تبليغ معاناة من لا صوت لهم

يسرى الشيخاوي-
 
عزة سليمان عارضة الازياء التي وشّحت صفحتها على موقع انستغرام بفيديوهات المباشر الناقلة للوضع في فلسطين والصور والتدوينات التي تنقل الحقيقة في فلسطين لكل وجعها.
 
عارضة أزياء  التي ضربت بكل مسيرتها عرض الحائط وهي المتعاقدة مع ماركات عالمية ورجحت كفة القضية الفلسطينية واختارت أن تتكلم لمّا ركن الكثير من "المؤثرين" إلى الصمت أو احتموا بورقة توت اسمها "الحياد.
 
هي لم تكتف بالدعم الافتراضي بل دعت إلى  وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطين من أمام السفارة الفلسطينية في تونس وشاركت لفيها،عن هذه الوقفة وعن تمثلها للقضية وللمقاومة وصنصرتها افتراضيا وتجاوزها لتبعات قرارها على مسيرتها كعارضة ازياء، تحدثت اليها حقائق اون لاين وكان الحوار التالي:   
 
عزة سليمان، سخرت كل جهودك في الآونة الاخيرة لدعم فلسطين، كيف تتمثلين القضية الفلسطينية؟ 
 
بالنسبة لي مساندة القضية الفلسطينية هي مسألة مبدئية، لأنها تمثل ظلما بارزا يمارسه الاحتلال أمام أعين الجميع ويشاهده العالم في صمت.
وهذه المساندة تعكس، أيضا، رفضا لكل السياسات الإستعمارية الإستطانية و سياسات التطهير العرقي الممنهجة ضد للشعب الفلسطيني من قبل سنة ثمانية واربعين وتسعمائة وألف إلى لليوم.
 
ماالذي علق في ذهنك وجعلك تمضين في مساندة القضية دون تفكير في التبعات؟ 
 
صوت القصف ومشاهد اشلاء الصغار ليلة العيد أقضت مضجعي، ولم يعد باستطاعتي النوم، وهو ما جعلني أشعر بالمسؤولية في تبليغ أصوات الفلسطينيين وأمرّر الحقيقة كماهي ، بكل وجعها. 
 
في الوقت الذي اختار فيه بعض"المؤثرين" الصمت حولت حسابك على انستغرام الى منصة لأصوات الناشطين في غزة، ما مرد اختيارك؟
 
اخترت أن أتكلم لأنني لا يمكن أن أسكت على مشاهد التذبيح والتقتيل والتشريد التي تعترضني يوميا، كما أن مشهد طرد الفلسطينيين من منازلهم صدمني، ولا يمكن إلا أن أكون داعمة ومساندة ومتضامنة مع أوجاع الفلسطينيين والفلسطينيات.
 
اختيارك كلفك حظرا من "انستغرام"، كيف تعاطيت مع المسألة؟
  
مايمكن فهمه في الايام الاخيرة الماضية أن الحرب ليست تلك التي تكون في الواقع أرضا وجوا وبحرا بل هي أيضا حرب افتراضية، والمنصات الكبرى على "انستغرام" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تخوض هذه الحرب.
انا ارتايت انه من واجبي أن أروي ما الحقيقة كماهي وأبلغ السردية كما يعيشها الفلسطينيين والفلسطينيات، ما حصل أن الحملات الرقمية أخذت صدى واسعا وكشفت جرم الاحتلال وكل الحقيقة التي يسعون الى تبييضها.
هذا مااستطعنا ان نكشفه افتراضيا وهو ماجعلهم يحجبون حساباتنا تنسيقا بين ادارة انستغرام وفايس بوك و تويتر مع تبرير الحجب والصنصرة بخلل تقني، الامر الذي جعلنا نراسلهم ونفضح ادارتهم وموالاتهم للكيان الغاصب ما دفعهم الى إعادة منصاتنا مع تكرر حجب الصور في كل مرة.
 
يتحدث الكل على إقدامك على مناصرة فلسطين في الوقت الذي تتعاملين فيه مع ماركات عالمية ويمكن ان يعود ذلك بالضرر على مسيرتك، ما ردّك؟
 
حقيقة لا يهمني مالذي سأخسره امام ماخسره الفلسطينيين والفلسطينيات، مصلحتي ماعادت تعنيني امام القضايا العادلة التي أؤمن بها، لا أريد أن أكون أنانية ولا حاجة لي بالعمل مع أشخاص ساهموا ولو قليلا في ما وصل إليه وضع فلسطين اليوم.
عندما ارى شهداء فلسطين لا يمكنني إلا أن أقف إجلالا لذكراهم وعملي يصبح امرا ثانويا، هذا قتل وظلم وأخيّر ان أظل بالمنزل على أن أرى كل عذه الحقائق وأسكت، كرامتنا وعزتنا اهم بكثير وعندي أفضل من الخوف والذل والتطبيع.
 
ما رسالتك لمتابعيك في تونس وخارجها في علاقة بالقضية الفلسطينية؟
 
ما اود قوله لكل العالم، ابحثوا عن الحقيقة الحقيقة كاملة ليست تلك التي تنقلها لكم وسائل الإعلام المدللة والموجهة، فالمقاومة الفلسطينية التي احييها من هذا المنبر ليست إرهابا، وما يحصل فلسطين ليس عراكا بين قبيلتين، فلسطين أرض احتلت واغتصبت بالقوة  ومواعين القوى بين جيش الاحتلال والمقاومة مختلفة.. 
اما الإرهاب فما يمارسه الكيان الصهيوني والأجدر ان نفضح سياساته ونكف عن دعمه و نحاول أن نتمعن في التاريخ هو وحده الكفيل بإجابتنا عن أسئلة كثيرة.
 
كنت قد  دعوت الى الوقفة المساندة لفلسطين من أمام سفارتها وشاركت فيها، ماهي دوافع هذه الوقفة؟ 
الوقفة التي انتظمت  السبت، امام سفارة فلسطين، أتت كرد على العجز الذي نستشعره منذ مدة واستجابة لنداء الفلسطينيين والفلسطينيات للتحرك في ذكرى النكبة.
الى جانب انني شعرت انه يجب ان تنتظم وقفة تضامنية من تونس تحية لكل المقاومة الفلسطينية، من جهة، وتذكيرا بضرورة سن قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني السالب للارض واللقمة والمشوه للتاريخ والسائق للموروث الفلسطيني.
 
بمناسبة الحديث عن قانون لتجريم التطبيع ماهي رسالتك لأعضاء مجلس نواب الشعب؟
 
أقول للنواب انه من غير المعقول سكوتكم الى اليوم، والصمت تطبيع وفلسطين قضيتنا الام وتحريرها واستقلالها بوصلتنا جميعا كمال قال الشهيد شكري بلعيد.
 
ماذا تقول عزة سليمان لانصار القضية؟
 
لا تيأسوا واصلوا الدعم على صفحات التواصل الاجتماعي، فكل كلمة وكل تدوينة  كل وسم وكل صورة قادرة على التغيير، انا سأواصل استعمال منصتي في مساندة القضية وسأستمر في تبليغ معاناة من لا صوت لهم.. وشكرا لكل من حضر امام السفارة الفلسطينية، بكم ومعكم نغير فعلا.
 
*الصورة للمصور الصحفي نور الدين أحمد 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.