الفنان سليم عبيدة: ألبوم “إيقاعات غير متناسقة” وليد لحظة فريدة عاشها كل العالم.. ولوالدي أهمية كبرى في مسيرتي الموسيقية

 يسرى الشيخاوي

"إيقاعات غير متناسقة" هو الألبوم الثاني لعازف الباص التونسي سليم عبيدة بعد ألبوم "فريكونس باص"  وفيه يسائل الإنسانية والحياة ويقدم تأويلا فنيا لعلاقة الفنان بالتكنولوجيا الحديثة والإعلام.

وفي الرابع عشر من مارس الماضي رأى الألبوم النور على منصات التحميل الرقمية، ليكون تعبيرة عن هواجس ملحّن وعازف روى تجربته الوجودية عبر سردية موسيقية صبّ فيها كل الانفعالات التي ترافق الإنسان في رحلة الحياة التي تتخذ فيها الولادة والموت هيئات كثيرة.

وفي هذا الألبوم يحاكي ما عايشه من تساؤلات وجودية عصفت به خلال جائحة كورونا ومنها يحاول رسم الملامح الجديدة للعالم عبر موسيقاه التي تعاون فيها مع فنانين شاركوا في الألبوم الأول وآخرين التحقوا بالمشروع الجديد.

للحديث عن هذا الألبوم وعن ظروف تشكل ملامحه وعن تكريم والده في إحدى مقطوعاته وغيرها من التفاصيل  تواصلت حقائق أون لاين مع الفنان سليم عبيدة وكان الحوار التالي:

بعد الألبوم الأول "فريكونس باص"، صدر ألبوم "آسيمتري" أي  "إيقاعات غير متناسقة"، كيف تشكلت ملامحه ولماذا هذا العنوان؟

الألبوم رأى النور في فرنسا، وهو مشروع وليد لحظة فريدة من نوعها عشتها انا وعاشها كل العالم الكل هي جائحة كورونا ففي السنتين الماضيتين تغيرت أشياء كثيرة وتغير للشكل التقليدي للعيش ولم تعد هناك معالم محددة للحياة كما أن المستقبل غامض وغير واضح.

معطيات كثيرة تغيرت، هذه التغييرات شملت الإنسانية نفسها حتى صارت تتساءل عن ماهيتها وجودها بعد كورونا، لكل هذا أردت أن أسمي الألبوم إيقاعات غير متناسقة تعبيرا عن الحالة غير المتناسقة التي عشناها في تلك الفترة.

مع من تعاملت في هذا الالبوم؟

هي نفس المجموعة الموسيقية التي شاركت معي في الألبوم الأول "فريكونس باص"،  لونيس محروش عازفا على الباتري و"أديسون نايت" عازفا على الكلافيي والبيانو، كما التحق عازفون جدد بالمشروع  "رومان ديديي" عازفا على الترومبات و"لويس شيفي ملزر" عازفا على الساكسفون.

وفي إيقاعات غير متناسقة يحضر أيضا صوت نسائي جميل هو صوت  المغنية الجزائرية الفرنسية  نورا ساندال التي تعاونت مع عدد من الفنانين الكبار وقد دعوتها للمشاركة في هذا المشروع.

في هذا الألبوم تعبيرات عن وضعيات عشتها، ما هي العناصر التي حتمت ولادة هذا هذا المشروع الموسيقي الثري بالإيقاعات؟

هذا  المشروع الفني الجديد فيه سبع مقطوعات، حاولت أن أطرح فيه إشكالية موجودة ونعيشها جميعا  وخاصة الفنانين هي العلاقة مع التكنولوجيا ومع مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية تقييم العمل الفني اليوم وهل أن تقييم الفن عموما والموسيقى خصوصا يخضع لنسب المشاهدة أم المواضيع والإشكاليات التي يطرحها.

للأسف القيم والأشياء المهمة في العمل الفني تم تحييدها وأصبح مقياس نجاح العمل الفني نسب المشاهدة، ونحن نعلم أن هذا التقييم ليس موضوعية ولا صحيحا لأنه لا يستند على نقد فني بناء يولي أهمية للمشروع الفني.

في هذا الألبوم تكريم لوالدك؟ أي أثر لوالدك في مسيرتك الموسيقي؟

في هذا الألبوم أردت أن أكرم والدي لما له من قيمة وحضور كبيرين في حياتي ولما له من دور في مسيرتي الفنية  فهو صاحب قيم ومبادئ لا يتنازل عنها مهما كان الظرف، وهو مناضل ونقابي ومعارض لسياسة بن علي.

والدي إنسان يحمل رسالة نبيلة في نظري ومرّرها لنا نحن أبناؤها وربانا على قيم ومبادئ علمنا ألا نتخلى عنها لأي سبب كان لذلك لوالدي أهمية كبرى في مسيرتي في مجال الموسيقى.

في هذا الألبوم جمعت بين أنماط موسيقية مختلفة وموضوعات مختلفة، كيف أوجدت رابطا بينها وكيف كان المزج بينها مع الحفاظ على خصوصية كل منها؟

الموضوع الأساسي والأصلي هو علاقة الفنان بالتقنيات الحديثة ومنه العلاقة بين الفن والفنان والتكنولوجيا التي تتخذ أكثر  من شكل، وعلاقة الفنان بالإعلام   وكيفية تعامل الإعلام معه ومع الفن.

الألبوم يدور حول هذه النقاط وينطلق في شكل سرد لأن لدي دائما رغبة في رواية شيء ما قصة ما أو حكاية ما، وفي مقطوعة "فراشة" إحالة إلى المراحل التي يمر بها "الفرططو" ولا نراها بعينها لكن يمكن أن نراها بعينيه.

جائحة كورونا قلبت مفاهيم إنسانية ووجودية فاجأني يختلف عن الغد واليوم صرنا نطرح أسئلة عن أشياء تناسيناها وابتعدنا عن أجوبتها على غرار علاقتنا  ببعضنا البعض والتطور التكنولوجيا وكيفية مواكبة خاصة وأنه سلاح ذو حدين له إيجابيات وله سلبيات.

وهذا الألبوم ومواضيعه انعكاس لرؤيتي كفنان وكإنسان لوجودي على هذه الأرض ومحاولة لما حركت الحائحة داخلي والتفاؤل التي أثارتها في وحاولت أن أوظف ذلك في سبعة مقاطع موسيقية.

في الألبوم تسائل كل شيء من حولك، المفاهيم الحياتية والفنية والاقتصادية وعلاقة الفنان بالإعلام والتكنولوجيا الحديثة، هل نحن أمام تجل للبسيكوميوزك أم هو نوع من البوح والمقاومة؟

الالبوم نوع ما صرخة وغضب داخلي راودني وأعيشه في تونس وفي فرنسا وأنى أرى الكثيرة من المشاريع المهمة التي لا تلقى الرواج والاهتمام اللذان يليقان بها وأصبحنا نغرق في سياسة الاستهلاك ونشجع الاستهلاك العشوائي للفن وأصبحنا منجد التفاهة ونقدسها.

ماهي مشاريعك الجديدة وهل مازالت مجموعة "جاز اويل" موجودة؟

مجموعة جاز أويل مازالت قائمة ونحن بصدد العمل على ألبوم جديد يضم تسعة مقاطع وسيحضر فيه فنانون ضيوف معروفين عالميا، وفي شبتمبر ينطلق بث بعض المعزوفات المباشرة على قناة اليوتيوب الخاصة بالمجموعة، الألبوم الجديد بعنوان وصل وانتظورنا قريبا بأخبار جميلة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.