بعد أن حصدت أرواح 3 أطفال: لماذا لا يمكن حجب لعبة “الحوت الأزرق” في تونس؟

جواهر المساكني –

أضحت اليوم تطبيقة لعبة “الحوت الأزرق” بمثابة الهاجس الذّي يؤرق الأولياء بالنظر إلى خطورتها بما أنّ مستهدَفيها من الأطفال والمراهقين أساسا، وحصدت أرواحا في العالم في ظل غياب أدنى الحلول حول إمكانية حظر أو حجب هذه اللعبة القاتلة.

وفي تونس وحسب ما أعلنته المندوبية العامة لحماية الطفولة فإن الأبحاث الأولية في أسباب وفاة 3 أطفال في جهات مختلفة من البلاد لم تثبت بعد إن كانت اللعبة القاتلة السبب في ذلك، إلا ان أولياء الأطفال أكّدوا ذلك مطالبين بحماية أبنائهم من التطبيقات الخبيثة وحجبها.

لا يمكن حجب التطبيقة

وفي هذا الإطار، قالت المكلفة بالإعلام بالوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية آمال الوسلاتي، اليوم الجمعة 23 فيفري 2018، إنّه لا يمكن لوزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي وحجب مضامين أو تطبيقة إلكترونية إلاّ بإذن قضائي.

واعتبرت الوسلاتي في تصريح لحقائق أون لاين، بأن آلية حجب التطبيقات الخطرة ليست حلاّ ناجعا تقنيا لتجاوز أي خطر على المستخدمين، وأوضحت في هذا السياق أنه بمجرّد تغيير اسم تطبيقة أولعبة ما أو ظهور تطبيقات شبيهة لها نجد أنفسنا في المشكل ذاته.

مهام الوكالة 

وكشفت محدّثتنا أنّ مهام الوكالة تتمثل في السّهر على تنفيذ التّوجهات الوطنية والإستراتيجية العامة لسلامة النظم والشبكات وضمان اليقظة التكنولوجية في مجال السلامة المعلوماتية، كما تضطلع الوكالة بدور تنفيذ التراتيب المتعلقة بإجبارية التدقيق الدوري لسلامة النظم المعلوماتية والشبكات.

وكشفت الوسلاتي أنه تمّ منذ 2007 إحداث مركز استجابة للطوارئ المعلوماتية معترف به دوليا من قبل المنتدى العالمي لمراكز الإستجابة للطوارئ المعلوماتية (FIRST) يقدم خدمات إحاطة ومساندة معلوماتية ومراقبة لمختلف الهياكل العمومية والخاصة وخدمات مساندة لعموم المستخدمين.

كما توفر الوكالة مركز نداء على ذمة جميع المواطنين والمستعملين للشبكات المعلوماتية في أي نقطة من نقاط الجمهورية التونسية في ما يتعلق بالحصول على الإحاطة والمساندة وتوفّر آليات لمراقبة ابحار الاطفال على شبكة الانترنت يمكن تحميلها من موقع الواب الرسمي والمجاني او الحصول عليها في قرص مضغوط من المقر الرسمي للوكالة أو من مختلف التظاهرات التي تنظمها، ما من شأنه الحد من المخاطر الموجودة على الشبكة.

الحلّ في الإرشاد 

وكشفت محدّثتنا أن الحل في حماية الأطفال من التطبيقات الخطرة والخبيثة تتمثل في إرساء ثقافة الحوار بين الأولياء وأطفالهم ومرافقتهم ليلتجئ الطّفل إلى وليه إذا ما اعترضته أي صورة أو مضمون مزعج وهذا من شأنه أن ينمي المناعة النفسية للطفل.

وشدّدت آمال الوسلاتي على انه يجب التعامل مع هذه المواضيع بعيدا عن التهويل والتضخيم او التشجيع على ابعاد الاطفال على شبكة الانترنت في حين أنه يجب استعمال الانترنت كوسيلة للتواصل الأسري، على حدّ قولها.

كما أكدت محدثتنا بأنه لا يجب تحميل المسؤولية للولي فقط، مشيرة إلى أن توعية الأطفال مسؤولية مشتركة لحماية الطفل يتدخّل فيها المعلم والمربي والوزارات المشرفة على الطفل والمراكز الإعلامية.

استراتيجية وطنية لحماية الطفل على الخط 

كما كشفت المكلفة بالإعلام أن وزارة المرأة والأسرة والطفولة بصدد العمل على بعث استراتيجية وطنية لحماية الطفل على الخط بالتعاون مع وزارة تكنولوجيا الاتصال والإقتصاد الرقمي وجميع الأطراف المتدخّلة للعمل فعليا وتطبيقيا على حماية الطفل من مخاطر استعمال الانترنت دون ارشاد.

ونبّهت محدّثتنا من وجود خيط رقيق جدّا يفصل بين التحذير والدّعوة لليقظة من خطورة اللّعبة الإلكترونية وبين حث الأطفال وتشجيعهم بطريقة غير مباشرة على اكتشافها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.