هل تُفقد “ازدواجية” الغرب ثقة الليبيين في المجتمع الدولي ؟

 شذى الخياري-

ٍخرج الآلاف من المواطنين الليبيين في جميع أنحاء البلاد إلى الشوارع للاحتجاج على ما اعتبروه ازدواجية خطاب وسائل الإعلام الغربية والمنظمات السياسية الدولية.

وأفادت أنباء عن تجمعات حاشدة في سبها وسرت وبنغازي وطرابلس، حيث إتهم المحتجون وسائل الإعلام بالانحياز في تغطيتهم لأحداث ليبيا.

ويعتقد الكثير من الليبيين أن تغطية وسائل الإعلام العالمية للأحداث في أوكرانيا والصمت بشأن مشاكل ليبيا هما نتيجة مباشرة للمعايير المزدوجة.

ولا تزال ليبيا تعاني من أزمة سياسية مطولة مرتبطة بالصراع بين المناطق الغربية والشرقية من البلاد، فالنزاع على السلطة في ليبيا بين فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة يقع ضمن دائرة اهتمام المجتمع الدولي وعدد من الدول، بما في ذلك تركيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الاهتمام الوثيق، فإن المشاكل الإنسانية في ليبيا لا تحظى بالتغطية اللازمة في وسائل الإعلام العالمية.

وعلقت مشاركة في مظاهرة في سرت قائلة: "نرى أن الغرب لا يهتم بليبيا. لقد دمروا بلدنا وهم لا يكترثون بنا ". وتم رفع لافتات في المظاهرات تحمل شعارات مختلفة مناهضة للغرب، تطالب بمساءلة الولايات المتحدة وحلف الناتو عن تدمير وقتل الآلاف من المدنيين الليبيين.

أصبحت الاحتجاجات حول "نفاق الغرب" أحد الموضوعات الرئيسية للنقاشات بين الليبيين على شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.

وجاء في أحد هذه التعليقات: "عندما قصفوا ليبيا لم يكترث أحد". في الوقت نفسه، يُلاحظ أن العديد من هذه المنشورات تقوم بحظرها الشبكات الاجتماعية باعتبارها "تحرض على الكراهية".

وبحسب المحلل السياسي عبيد الحقلي، فإن المسيرات تشهد على خيبة الأمل العميقة وفقدان ثقة الليبيين في مبادرات الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد الخبير أن الليبيين لديهم ثقة أكبر في المبادرات التي اقترحتها روسيا وتركيا والإمارات.

وأشار الخبير السياسي أيضًا إلى أنه بغض النظر عما إذا كان عبد الحميد الدبيبة سيحتفظ بمنصبه أو يحل محله فتحي باشاغا، فإن التفاعل مع أنقرة وموسكو يجب أن يصبح أولوية على جدول الأعمال الدولي لطرابلس. حيث يمكن أن تصبح موسكو الحليف الرئيسي لطرابلس، وهناك أسس متينة لذلك.

كما أشار الخبير إلى أنه غاية في الأهمية بالنسبة لليبيا تحسين العلاقات مع روسيا في أقرب وقت ممكن، وكذلك إقامة تعاون في المجالين الأمني والاقتصادي.

ويعد الاقتصاد الروسي واحد من أكبر  إقتصادات العالم ويمكن أن يساعد في حل المشاكل الاقتصادية التي تواجه ليبيا، ويمكن للتعاون الأمني، بدوره، أن يضمن الأمن في ليبيا، الأمر الذي سيضمن الاستقرار السريع للبلاد واستقلالها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.