“معلومة لكنها غير معلنة”: الوجه الآخر لزيارة ماكرون إلى تونس

مروى الدريدي-

حلّ الرئيس الفرسي امانويل ماكرون بتونس في زيارة دولة بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، مصحوبا بوفد يضم مديرين عامين في شركات فرنسية ورجال أعمال وجامعيين سيشاركون في المنتدى التونسي الفرنسي الذي يتنظم اليوم الخميس بقصر المؤتمرات بالعاصمة.

وتبدو الزيارة من الوهلة الأولى ذات أبعاد اقتصادية بالنظر إلى الوفد المرافق لماكرون أو بالمنتدى الاقتصادي الذي عقد بالمناسبة، غير أن الديبلوماسي السابق والمحلّل السياسي عبد الله العبيدي يرى أن لهذه الزيارة أهداف وغايات أخرى معلومة لكنها غير معلنة.

أهداف غير معلنة

وقال عبد الله العبيدي في تصريح لحقائق أون لاين، إنّ الهدف الأساسي من زيارة ماكرون إلى تونس هي ليبيا، التي ينظر إليها الرئيس الفرنسي على أنها صفقة لابدّ من أن يربحها، فضلا عن أهدف أخرى كالحديث عن موضوع الهجرة غير المنظمة لأوروبا وما يمكن أن ينجرّ عنها من عمليات ارهابية.

وأوضح عبد الله العبيدي، أنّ الصفقات التي ستفتح قريبا لإعادة إعمار ليبيا يمكن أن تعيش منها فرنسا لعشرات السنين، وماكرون لايريد أن يكون خارج هذه اللعبة وهو حاليا يسعى لربط علاقات من خلال وجوده بتونس على اعتبار أن هناك قيادات ليبية موجودة في تونس حتى يتواصل معها، وماكرون يعلم جيدا أنه لا يستطيع النفاذ إلى ليبيا إلاّ عبر تونس.

وتابع العبيدي بأن موقع تونس جغرافيّا والموجود أمام الثغرة الليبية التي قد يأتي منها الخير مثل الشرّ، فضلا عن أنها صمّام أمان أمام السيل الجارف من الأفارقة المهاجرين إلى الضفة الأخرى من المتوسط ،يجعل من دورها أساسيّ بالنسبة لفرنسا حتى تكون قريبة جدّا من المجال الليبي وعلى اطلاع تامّ بما يجري في المنطقة.

الجانب الاقتصادي لايهم فرنسا

وبخصوص الاتفاقيات التي تمّ امضاؤها والمنتدى الاقتصادي التونسي الفرنسي، قال عبد الله العبيدي لا يجب أن نتأمّل الكثير من ذلك والمنحى الاقتصادي لا يهمّ ماكرون وهو ليس هدفه مشيرا إلى وجود ملفات واتفاقيات جاهزة تمّ امضاؤها لا غير.

وذكّر في ذات السياق بالمؤتمر الدولي للاستثمار 2020 الذي عقد بتونس في 29 أكتوبر 2016 بمشاركة وفود رسمية ورفيعة المستوى من فرنسا ودول اوروبية وخليجية، والوعود والاتفاقيات تمّت حينها، كما أن الباجي قائد السبسي التقى في عدة مناسبات بالرئيس الفرنسي في فرنسا وايطاليا وألمانيا، والمتعارف عليه فإن اللقاءات التي تحدث على هامش الزيارات يتم التطرق فيها إلى الاتفاقيّات والتعاون في عدة مجالات.

وأشار العبيدي إلى أن على تونس استغلال الورقة التي في يدها والاستفادة من التحركات التي تهدف إلى ربح الصفقات الليبية والبداية يجب أن تكون  بإعادة بناء الثقة والعلاقات مع الأطراف الليبية الفاعلة.

يذكر أنه سبق لماكرون أن وعد بجدولة الديون التونسية وتحفيز المؤسّسات الفرنسية على الاستثمار في تونس، إلى جانب تنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا تكون فيه تونس شريكا استراتيجيا نظرا لحدودها مع ليبيا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.