مسلم قصد الله.. جريح الثورة الذي يعطي دروسا في العزيمة والإصرار

 يسرى الشيخاوي-

إحدى عشرة سنة مرت على أحداث الثورة ووضع جرحى الثورة على حاله لا يتبدل ولا يتغير رغم تعاقب حكومات وحكومات ومسؤولين ومسؤولين، حتى الحالة الاستثنائية استثنتهم من لائحة اهتماماتها إلى حد اللحظة.

وقفات احتجاجية واعتصامات وإضرابات جوع، والوضع لا يتزحزح على أمل أن يفي رئيس الجمهوريةقيس سعيد  بوعده الذي قطعه للجرحى بعد دخولهم في "اعتصام القرار"، فهل تراه يعجل بتفعيل المرسوم عدد 97 الخاص بالاجراءات المصاحبة لنشر القائمة الاسمية النهائية للشهداء وجرحى الثورة بعد تعديله؟

هل سيتمكن جرحى الثورة من مستحقاتهم وتتم محاسبة المجرمين المتسببين في ما آلت إليه وضعياتهم، فبعضهم خسر ساقه، وبعضهم صار الكرسي المتحرك رفيقه، وبعضهم سكنت الرصاصة جسده وأبت أن تخرج وكأنها هنا تذكره بكل تلك الوعود الزائفة، وبعضهم رحل بعد أن أنهكهته رحلة العلاج وهو يمني النفس بحق لم يعانقه في هذه الحياة.

بعيدا عن وضعهم الذي بات سورياليا جدا في بلد يعيش حالة من النكران ومن الجحود، فإن جريح الثورة مسلم قصد الله يواصل إعطاء الدروس في العزيمة والإصرار ويحفر الصخر كي يعيش بكرامة من خلال العمل في بيع الخضر والغلال.

والمتابع لمسارات قصد الله منذ أن أصابه رصاص البوليس، يعلم أنه خضع إلى عدد من العمليات قد تتوه وانت تحصيها ويعلم أن وضعه الصحي يستوجب الراحة ولكنه لا يسكن إليها إلا وقد جمع قوت يومه وأثبت لنفسه ولمن حوله بأنه أقوى من كل الظروف الصعبة التي تعترضه..

مسلم قصد الله وغيره ممن يتشبثون بالحلم والمبدأ ولا يرضون الذل والمهانة، دروس في فن الحياة التي لا طعم لها إن لم تُأخذ غلابا، دروس في العزيمة وفي الإصرار وفي تجاوز كل العقبات.. 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.