المخرج يونس بن حجرية: أيام سينمكنة للأفلام الشعرية إحياء لذاكرة السينما ولقاعة سينما مغلقة منذ 20 سنة

يسرى الشيخاوي-

في الوقت الذي ترزح فيه الثقافة والفنون تحت عبء جائحة كورونا، لم ينفك البعض يحفر في الصخر في محاولة لكسر الحصار الذي فرضه الفيروس اللعين وإعادة الحياة للأنشطة الثقافية.

رغم الصعوبات ورغم تبعات الجائحة وإجراءات الوقاية وما تتطلبه من حرص، مضى رئيس جمعية سينما المكنين يونس بن حجرية قدما في فكرة تأسيس تظاهرة تتعانق فيها السينما والشعر، بالتعاون مع المركز الوطني للسينما والصورة والمندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير وبلدية المكنين.
أيام سينمكنة للأفلام الشعرية بالمكنين، تظاهرة ثقافية تجمع بين فن الصورة وفن الكلام تمتد من الرابع والعشرين إلى السابع والعشرين من ديسمبر الجاري وتبعث الروح في قاعة سينما أغلقت أبوابها منذ عقدين من الزمن.
وللحديث عن هذه التظاهرة الاستثنائية في ظرف استثنائي التقت حقائق اون لاين مدير دورتها التأسيسية المخرج يونس بن حجرية وكان معه الحوار التالي: 
لننطلق من المعلّقة الرسمية للتظاهرة، جدار بال ودراجة ونور منبعث من بين الشقوق، مالمغزى من هذا الاختيار؟ 
الدراجة هي التي كانت تنقلنا إلى قاعة السينما ولهارمزية كبيرة باعتبارها كانت الوسيلة الأكثر اعتماد في المدينة.
والجدارأحد جدران القاعة المهدد بالتلاشي، وعبر هذه المعلّقة أردنا إحياء ذاكرة السينما في المكنين وإحياء قاعة السينما التي يخيّم حولها الخراب لتفتح أبوابها من جديد للصورة والشعر والجمهور الضمآن للسينما.
الأكيد أن فكرة إعادة فتح قاعة السينما ليست وليدة اليوم، منذ متى تسكنك هذه الفكرة ؟
منذ زمن طويل سعينا إلى ان تفتح القاعة أبوابها من جديد أمام جمهور السينما خاصة بعد ان تناهى إلى مسامعنا أنها ستنتهي إلى إيواء السيارات، الامر الذي استفزّني للكتابة عن هذه القضية، ومن عناوين الأفلام نسجت كلماتي لعلها تحرك سواكن المسؤولين وتفتح أعينهم على قيمة الصورة ودور الفضاء الثقافي في بناء الوعي وكان العنوان "مسرح أفكاري هي قاعة السينما".
ونحن في حضرة السينما والشعر لو تذكرنا بما كتبت؟
 اليوم كانت اجمل لحظات حياتي السينمائية، اليوم دخلت قاعة السينما المغلقة منذ 20 عام، ريحتها ريحة أفلام وكراساها يحكيو برشا كلام، الأرضية مكسرة ألوانها حلوة رغم الضوء الطافي، تعرْضت فيها برشا أفلام من شارلي شابلن ليوسف شاهين لهيتشكوك ونقاشات الهواة والمغرومين، "جات فيها التلفزة" ودخلت "السيدة". قالوا" عصفور السطح" اللي باش يطيح عليك كان تدخل وتتذكر "الذاكرة الموشومة" والـ"صرخـ"ـة المكتومة، قالو راهي باش اطيح حتى كان "صفائحها من ذهب"، سيب عليك من "الخرمة" بلا قالك صالة السينما "صندوق عجب"، قُلت لازم ترجع من "آخر فيلم" تعرضْ فيها و"باب العرش" أكيد باش يتحل وترجع "الملائكة" و"الهائمون". هاذي"دار الناس" الكل مناش في "بلاد الطررني" السينما "صمت القصور" "صراخ" "يسرا" و"الفلاقة" "حكاية بسيطة" و"العبور على "الحرير الأحمر" و"نغم الناعورة" "كلمة رجال" و"جنون" "في عينيا " لازم "آخر ديسمبر" ترجع "الأميرة " تعرض و"ماتموتش" السينما خاطرها هي الحياة، " .
رغم الجائحة تحيا قاعة السينما، كيف تجاوزتم الصعوبات التي فرضتها الجائحة؟
فعلا لم يكن الامر سهلا في ظل الجائحة، خاصة مع ضرورة احترام البروتوكول الصحي والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي إلا أن تفاعل المندوب الجهوي للثقافة ورئيس بلدية المكنين ومديرة دار الثقافة وبعض الجمعيات جعل الحلم يقترب من الحقيقة وعادت الروح الى قاعة السينما وكانت بداية التظاهرات بالأفلام الشعرية.
لو تحدّثنا عن برنامج التظاهرة؟
سيكون افتتاح الدورة بعرض أفلام تونسية وايطالية في ظروف استثنائية تفرض التباعد الاجتماعي سواء في العروض السينمائية أو الورشات أو النقاشات.
وفي هذه الدورة التأسيسية تكريم للمخرج الناصر خمير وعرض لأفلامه من همس الرمال الى   بابا عزيز .. و نقاش سينمائي حول " الصورة الشعرية في سينما الناصر خمير" وعرض أوّل  لفيلم عن الشعر الشعبي بالجنوب التونسي للمخرج محمد صالح العرقي "على خطى الحروف".
وسيكون جمهور ثاعة سينما المكنين على موعد مع أفلام " على هذه الأرض " للمخرج عبدالله يحيى و"بنت القمرة " للمخرجة هيبة الذوادي وفيلم صوفيزم للمخرج يونس بن حجرية و"سارق الدارجة “Bicycle Thieves” 1948" للمخرج الايطالي دي سيكا و"مالينا" للمخرج جيوزبي تورنتوري.
والأفلام التي تلتقي كلها عند الهوى والشعر والصور الشعرية تشهد نقاشات بعد انتهاء عرضها، مع العلم أنه لا توجد مسابقة في هذه الدورة باعتبار الالتزام بالبروتوكول الصحي والتقيد به.
 ماذا عن الورشات؟
 ستشهد الدورة التأسيسية لأيام سينمكنة للأفلام الشعرية ورشات في التكوين السمعي البصري والسينما يؤمنها سينمائيون وأساتذة جامعيون ومختصون.
ومنها ورشة كتابة السيناريو بإشراف الناقد كمال بن وناس وورشة الإخراج السينمائي مع بإشراف المخرج عبدالله يحيى وورشة المونتاج بإشراف الباحثة والسينمائية منية الشروديو ورشة التصوير الفوتوغرافي بإشراف الأستاذ الجامعي محمد نجيب منصر .
في علاقة باسم التظاهرة، لماذا سينمكنة؟
 سينمكنة، تعني سينما مكنة، ومكنة هي الاسم الأمازيغي  لمدينة المكنين، ومكنة هي المكينة "La Machine Cinéma" ومدينة المكنين لها تاريخ في الصناعة مع الفخار والمصوغ والمكينة أيضا آلة عرض.
ماذا يعني لك ثالوث الشعر والسينما والمكنين؟
المكنين تعني الشعروالشعر يعني السينما، والمكنين مدينة الشعر الشعبي أنجبت شعراء كبار مثل محمد خذر جديرة الحبيب اللمطي وآخرون، وقد كتب أحد شعرائها كلمات أغنية "فراق غزالي" التي غنتها صليحة والتي ستكون محور عمل سينمائي من اخراجي في العام المقبل.
فيلم صوفيزم الحائز على جوائز كثيرة ينهل من ينابيع التصوف والشعر والسينما أيضا، كيف تتمثّل عوالم السينما والشعر؟
الشعر هو صورة والصورة هي شعر.. وأستعير هنا قول المخرج الإيراني عباس كيارستامي عن أفلامه، " لاأعرف شيء آخر سواء الشعر يستطيع أن يفعل هذا ".
أما السينما هي الحياة، لا تبحث بعيدا فالسينما في كل مكان وزمان فقط شغل مكينة التصوير.
المكنين حاضرة دائما في وجدانك وفي مشاريعك، ماهي مشاريعك القادمة؟
نعم صوّرتُ جزءا من فيلم صوفيزم في مدينة المكنين .. والآن نسعى من خلال " جمعية سينما المكنين" وبالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير والمركز الوطني للسينما والصورة بأن تكون تظاهرة أيام سينمكنة للأفلام الشعرية بالمكنين تظاهرة دولية في الدورات القادمة.
ماذا عن الأعمال السينمائية؟ 
أعطف الآن على إنجاز فيلمين الأول وثائقي عن الشعر الشعبي والثاني روائي عن الشعر الشعبي أيضا.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.