الجيش الوطني يستمر في حربه ضدّ كورونا

 يسرى الشيخاوي- 

بعيدا عن الإرهاب والجريمة المنظمة يخوض الجيش الوطني حربا أخرى ضد فيروس كورونا، لتعمل الوحدات العسكرية في صمت يحجب ضجيج السياسيين والمسؤولين الذين ألفوا نثر الوعود الكاذبة. 

صور كثيرة تتواتر من جهات مختلفة من الجمهورية التونسية تبعث على الفخر والاعتزاز بالمؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة الشعب التونسي، الأمر الذي أثبته إقبال المواطنين على حملات التلقيح التي ينظمها. 

نكران الذات هي الصفة التي تتجلى من بين تفاصيل المهام المناطة بعهدة الوحدات العسكرية في المعركة المفتوحة على كل السيناريوهات ضد عدو غير مرئي، هي العقيدة التي يتشبعون بها ويتشبثون بها دائما.

منذ أوت الماضي، كتب الجيش الوطني فصولا من الانتصارات على الفيروس، وكانت البداية بتركيز مستشفى عسكري بمدينة الحامة من ولاية قابس لتساهم الإطارات الطبية وشبه الطبية العسكرية في الحد من  انتشار الفيروس إلى جانب تقديم عيادات مجانية للمواطنين.

وفي نفس الولاية التي شهدت أوت الماضي ارتفاعا مفزعا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، شاركت الوحدات العسكرية في حملات تعقيم الشوارع، أما في قبلي فقد تم تركيز مخبر عسكري متنقل للتحاليل الجرثومية في سبتمبر الماضي.

وبعد حوالي أربعة أسابيع استقر الوضع الصحي في قابس لتنتهي المهمة وقد بلغت  حصيلة الخدمات الصحية المسداة بالمستشفى الميداني بالحامة ومخبر التحاليل المتنقل بقبلي 2625 عيادة في عديد الاختصاصات، فيما بلغ عدد التحاليل المخبرية للتقصي للحالات المشتبه اصابتها بفيروس كورونا، 2767 تحليل، وقد آوى المستشفى العسكري بقابس ثلاثين حالة استعجالية.

ومع استشراء العدوى بالفيروس في القصرين، تم تركيز المخبر العسكري المتنقل للتحاليل الجرثومية بمدرسة الصحة بولاية القصرين، أكتوبر الماضي، وذلك بالتنسيق مع مصالح الصحة العمومية 

وقد ساهم  المخبر المتنقّل ذو التصنيف العالي من ناحية السلامة البيولوجية، في الزيادة من عدد التحاليل لتقصّي حالات الكورونا المشتبهة بحساب 150 تحليل والقيام بـ 200 تحليل سريع في اليوم.

وفي الوقت الذي استفحلت فيه الحالة الوبائية في سليانة تولّت الادارة العامة للصحة العسكرية، مارس الماضي، تركيز المخبر العسكري المتنقل للتحاليل الجرثومية بالجهة وذلك في اطار معاضدة المجهود الوطني في مكافحة فيروس كورونا.

ومع تأزم الوضع في القيروان، توجه فريق عسكري إلى ولاية القيروان، جوان الماضي، لتركيز معدات المخبر العسكري المتنقل للتحاليل الجرثومية بمركز مخبر الوسيط بالجهة.

ويحتوي هذا المخبر على تجهيزات تمكن العاملين به من التوقي من جميع المخاطر البيولوجية المنجرة مباشرة عن التعامل مع العامل الجرثومي والمتمثلة في تجهيزات للسلامة البيولوجية القصوى من ملابس واقية ومعدات مما أعطى المخبر تصنيفا عاليا من ناحية السلامة البيولوجية.

إلى جانب المستشفيات العسكرية الميدانية والمخابر المتنقلة وحملات التعقيم، كان للجيش الوطني دور مهم في عملية تلقيح المواطنين في كل من تطاوين وسليانة إذ تمكنت الفرق الطبية العسكرية من تلقيح قرابة الاحد عشر ألف مواطن في ولاية تطاوين وألفين وسبعمائة مواطن في كل من كسؤى والروحية.

ومنذ، أمس الأول، شرعت وحدات الجيش الوطني  في توزيع قوارير الاكسيجين كبيرة الحجم ومكثفات الاكسيجين ومعدات طبية اخرى على ولايات المهدية ومدنين وتطاوين  وقبلي وقفصة وسيدي بوزيد وسوسة. 

وتواصلت عمليات التزويد كامل نهار الأمس، باستعمال الوسائل البرية والجوية العسكرية وبالتنسيق مع الادارات الجهوية للصحة العمومية بمختلف هذه الجهات التي اشرفت على توزيعها على المستشفيات التي تشكو نقصا في هذه المواد، وقد تم توجيه 35 جهاز لتكثيف الاكسيجان الى جربة  بواسطة طائرة عسكرية. 

وقد تم، أمس الأحد، اخلاء 6 مرضى كوفيد  من مستشفى ماطر الى المستشفى العسكري ببنزرت، اثنين منهم في حاجة الى الاوكسيجان، كما توجهت مساء اليوم شاحنة عسكرية محملة ب 80 قارورة أوكسيجان  في اتجاه مستشفى فرحات حشاد بسوسة ومستشفى المنستير.

ومساء أمس، جرت بمطار العوينة عمليات تجهيز الطائرة العسكرية س 130 بخزان اوكسيجان،  تمهيدا لتوجهها صباح اليوم الى فرنسا لجلب كميات من الاكسيجان من مرسيليا.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.