وزير الشؤون "الخشبية"؟!

لا يكاد يمرّ أيّ ظهور اعلامي لوزير الشؤون الدينية محمد خليل إلاّ ويخلّف وراءه سيلا من التساؤلات بشأن تصريحاته الصحفية والرسائل السياسوية المشفرة التي تنطوي عليها.

فبعد أنّ هاجم في وقت سابق النخبة المثقفة التي قال عنها إنّها "لا تحفظ القرآن" بأسلوب فجّ أثار حفيظة العديد من الشخصيات المهتمة بالشأن العام ، وكما يقول المثل المستلّ من قاع الخابية"راس الهم دادة عيشة"،أتحفنا خليل بتصريح جديد ينضح خشبا مصفحا حين اعتبر خلال زيارته لولاية المنستير أنّ الخطاب الديني في تونس لاتشوبه شائبة-"لاباس عليه"- وأنّه لا وجود لايّ خطاب متشدّد يدعو الناس لحمل السلاح في وجه الدولة.

الاحداث الاخيرة التي جدّت في بن قردان والتحقيقات الأولية التي رشحت عن العمل الأمني والقضائي من المؤكد أنّها لوحدها تسقط مقاربة الوزير في التعاطي مع الشأن الديني في الماء بالنظر إلى الوقائع التي  تثبت استمرار حالة الانفلات في بعض المساجد داخل ارجاء الجمهورية وما خفي ربّما قد يكون أعظم.

الوزير محمد خليل يبدو أنّه يروم المخاتلة والبلهوانيات إزاء مشكل عويص أرّق الدولة والمجتمع على حدّ السواء خلال السنوات الأخيرة التي تُرك فيها الحبل على الغارب لمن يبشرون بـ"ثقافة جديدة" تجلت ارهاصاتها في ممارسات يعرفها القاصي قبل الداني.فعوض وضع الاصبع على الداء وانتهاج خطاب صريح ومسؤول من شأنه إنارة الرأي العام لتشخيص الوضع بدقّة من أجل البحث عن سبل كفيلة بوأد مشروع غريب عن التربة التونسية الأصيلة،ها هو يواصل سلك طريق الصعود إلى الهاوية المليء بالورود والعصافير التي تزقزق في "السماء الزرقاء" لغايات شخصية وحزبية على حساب المصلحة الوطنية.

أفلا يجوز أن نسمي وزيرا كهذا وزير الشؤون "الخشبية"؟!

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.