راشد الغنوشي ومتلازمة العبور من “الجماعة” إلى الدولة

بقلم بلال مبروك-

لا شك، ان مشهد الرئيس التونسي قيس سعيد وهو يجوب شارع الحبيب بورڨيبة دون حراسة أمنية مشددة ووسط الناس ودون غلق الشارع، لا شك ان ذاك المشهد العفوي كان بمثابة الصداع الذي أرّق رأس رئيس البرلمان وحزب حركة النهضة راشد الغنوشي.
 
راشد الغنوشي المتذيل نتائج سبر الاراء كأقل شخصية مصداقية وصدقا لدى عموم التونسيين، راشد الغنوشي المحاصر أيضا في البرلمان من قبل جميع الكتل البرلمانية بإستثناء كتلة النهضة وعربتها المجرورة "ائتلاف الكرامة" وكتلة "قلب تونس".
 
مشهد نزول الرئيس سعيد إلى شارع بورڨيبة والشعارات المرافقة له ( حل البرلمان) ومواصلة تضييق الخناق على الغنوشي في البرلمان دفعت بالأخير إلى التجييش واستدعاء أفراد "الجماعة" من كل حدب وصوب فكان المشهد استعراضيا باهتا.
 
خطب الغنوشي في"جماهيره" ووسط حماية أمنية عالية وتعزيزات منقطعة النظير، يستشهد بآيات بينات من الذكر الحكيم تارة ويطلق ديباجة للحوار والتآخي تارة ويحذر من الاحتراب تارة أخرى، وسط تعالي الهتافات "بالروح بالدم نفديك يا الغنوشي"، الغنوشي يلوح بيمناه فظهر مرشدا خطيبا لجماعة راشد الغنوشي عاد الى رشده. 
 
نزع الغنوشي ربطة العنق للمرة الأولى منذ سنوات ( لعله – دون أن يدرك – نزع ثوب الدولة) وخطب وسط جماهيره، بارك "الثورة" السورية و"الثورة" الليبية، دون أن يأتي على الانتقال  المصري والجزائري والسوداني، وكأنه يراسل أبناء جماعته" الديمقراطيين "في ليبيا وسوريا من تونس، رسالة مفادها ان "تونس ستبقى عاصمة للربيع التركي الديموقراطي وستبقى".
 
الغنوشي ذيل كلامه بشكر انصاره مستثنيا "الحاقدين"، فأصر على خداع نفسه و"جماهيره" مرة أخرى.
 
برغم الاستعراض والتجييش والعزف على كل الأوتار، نزع الغنوشي ربطة العنق وترجم عجزه عن العبور من "سجن" الجماعة الى حاضرة الدولة.
 
في الميزان السياسي، هل بالاستعراض والتعبئة يمكن أن يسجل النقاط على خصمه اللدود المباغت؟ خصم" شعبوي" بحسب أصدقاء الغنوشي لكنه الأكثر مصداقية وحضوة لدى الناس وفق المشاهد والصور ووفق  نفس سبر الاراء الغاضبة على الغنوشي أيضا.. للايام المقبلة فصل الخطاب.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.