باكالوريا 2018: اجراء جديد للحدّ من الغش.. ووسائل تُستعمل لأوّل مرّة لتحسيس المترشّحين

مروى الدريدي-

انطلقت اليوم امتحانات الباكالوريا البيضاء للسنة الدراسية 2017-2018 على أن تُجرى الدورة الرئيسية أيّام 6 و7 و8 و11 و12 و13 جوان القادم، وككلّ سنة تقوم وزارة التربية بوضع اجراءات للحدّ من الغش ومحاولات الغش التي قد يرتكبها بعض التلاميذ.

حول هذا الموضوع تحدث المدير العام للامتحانات بوزارة التربية عمر الولباني لحقائق أون لاين، الذي ثمن دور المربين وجهودهم كافة لانجاح هذه الدورة، كاشفا عن وجود اجراء جديد اتخذته الوزارة لأول مرّة للحدّ من الغش فضلا عن وسائل جديدة لتوعية المترشحين لامتحان الباكالوريا يتمّ اعتمادها أيضا لأوّل مرة، فكان لنا معه الحوار التالي:

ماهي الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الوزارة للحدّ من الغش أو محاولات الغش بالنسبة لامتحانات الباكالوريا هذه السنة؟ 

هناك نص قانوني صدر يوم 5 فيفري 2018 بالرائد الرسمي للجمهورية، “يحجّر على المترشحين اصطحاب أي جهاز إلكتروني إلى مركز الامتحان ما عدا الآلة الحاسبة التي يجب أن تكون مؤشرة من قبل المعهد العمومي بالنسبة إلى تلاميذ المعاهد العمومية، ومركز الاختبارات الكتابية بالنسبة إلى تلاميذ المعاهد الخاصة والمترشحين بصفة فردية”.

وينتهي الفصل بالتنصيص على أن “كل مخالفة لمقتضيات الفقرة الأولى من هذا الفصل تعتبر محاولة غش”.

 لو توضّح لنا ماهي هذه الأجهزة التي يمنع اصطحابها إلى مراكز الامتحان؟

يجب أن نوضح هنا أمرا مهمّا فالجهاز الالكتروني لا نقصد به فقط الهاتف الجوال بل هو كل ما هو إلكتروني على غرار الهاتف الجوال واللّوحة الرقمية والحاسوب والقلم الالكتروني والساعات اليدوية والسماعات.

والجديد الذي أقرته وزارة التربية في هذه السنة أنه يمنع منعا باتّا اصطحاب هذه الأجهزة ليس فقط داخل قاعة الامتحان بل إلى مراكز الامتحان ومراكز الاختبارات التطبيقية والشفاهية، وكل مخالفة لهذا القرار تعتبر محاولة غش.

ماهي العقوبات المترتبة عن هذا التجاوز؟

العقوبة بالنسبة لهذه الدورة ستكون مشدّدة فكلّ من يقوم بغش أو محاولة غش مهما كانت الأداة المستعملة سواء عن طريق الأجهزة الالكترونية أو محاولة “التنقيل” على زميله يعرّض نفسه إلى الإلغاء من الدورة كليّا وحرمانه من اجتياز امتحان الباكالوريا لمدّة 5 سنوات.

والأصل في الشيء هنا أن نمنع هذه الأجهزة من الدخول إلى مراكز الامتحان حتى نحدّ من الغش أو محاولات الغش، وكنا انطلقنا في حملات تحسيسية لتعريف التلاميذ بهذا الاجراء الجديد.

لو توضح لنا تفاصيل هذه الحملة التحسيسية؟

انطلقنا في هذه الحملة التحسيسيّة باستعمال وسائل متعدّدة حيث وجهنا لأوّل مرّة ارساليات قصيرة إلى التلاميذ يومي 10 و11 أفريل 2018 أي قبل انطلاق الباكالوريا رياضة، تضمنت النص الجديد الذي يحجر الدخول بالأجهزة الالكترونية بجميع أنواعها إلى مراكز الامتحان والتعريف به.

كما سيكون التلاميذ على موعد جديد مع هذه الارساليات القصيرة قبل تاريخ 18 ماي 2018 أي قبل تاريخ اجتياز امتحانات الباكالوريا تطبيقية، بالاضافة إلى دفعة ثالثة من الارساليات التي ستكون قبل تاريخ 6 جوان 2018 أي قبل انطلاق الدورة الرئيسية للباكالوريا.

ومن الوسائل الأخرى أعدّت وزارة التربية لأول مرّة جذاذة خاصّة بكلّ تلميذ تمّ تسيلمها إليهم منذ شهر أفريل تتضمن اجابة قانونية صحيحة عن كيفية احتساب المعدل النهائي وشروط الاسعاف للقبول وشروط اجتياز دورة المراقبة وكيفية احتساب معدل المادة الاختيارية فضلا عن توصية بتحجير اصطحاب الأجهزة الالكترونية بجميع أنواعها ما عدا الآلة الحاسبة.

كما اجتمع المدراء بالمعاهد الثانوية مع تلامذة الباكالوريا في الأسبوع الأخير لشهر أفريل وكانت مساحة مفتوحة ليُلقي التلاميذ بجميع استفساراتهم بكل أريحية ليجيب عليها المدراء لإزالة أي لبس، إضافة إلى توزيع أقراص ليزرية على جميع المعاهد تتضمن عرضا عن كيفية الاستعداد لامتحان الباكالوريا من 3 جوانب (منهجي وتقني وبدني).

وكلّ استدعاء يتسلمه المترشح يكون مرفقا بوثيقة تتضمن الاجراءات الجديدة، وأريد التأكيد هنا أن الاجراءات الجديدة للحد من الغش تهدف إلى حماية التلميذ بدرجة أولى كما نشدد على أهمية دور الأولياء في تحسيس أبنائهم ومعاضدة جهود الوزارة في هذا الخصوص.

هل سيتمّ استعمال أجهزة التشويش هذه السنة؟

نعم سنستعمل أجهزة التشويش وأريد التوضيح هنا أن دور أجهزة التشويش هو المعاضدة وليس منع الغش في حدّ ذاته، ونحن في تقييمنا لدورات امتحانات الباكالوريا السابقة ارتأينا أن الأصل هو منع الأجهزة الالكترونية من ادخالها أصلا إلى مراكز الامتحان وليس إلى قاعة الامتحان فقط، ثم يأتي دور “التشويش”، والهدف الأساسي هنا هو منع دخول الأجهزة، ولم يتمّ إلى حدّ اليوم ضبط عدد المراكز التي سيتم فيها وضع أجهزة التشويش.

كم عدد المترشحين لامتحان باكالوريا 2017-2018؟

ترشح لهذه السنة 132 ألفا و250 تلميذا بينهم 107 آلاف و981 تلميذا من معاهد عمومية و18 ألفا و783 من معاهد خاصة، وسيجتاز امتحان الباكالوريا 5486 مترشحا بصفة فردية.

وسيشرع المترشّحون يوم 17 ماي 2018 في اجتياز الاختبارات التطبيقية للدورة الرئيسية للباكالوريا التي تستمر الى غاية 28 ماي وتجرى الدورة الرئيسة أيام 6 و7 و8 و11 و12 و13 جوان القادم، وسيتمّ الاعلان عن النتائج يوم 24 جوان 2018.

أمّا دورة المراقبة فستكون أيّام 26 -27 -28 -29 جوان 2018، والاعلان عن النتائج يوم 7 جويلية 2018.

هل توجد حالات خاصة هذه السنة؟

نعم كل سنة يترشح لامتحان الباكالوريا حالات خاصة، ولدينا هذه السنة 81 مترشحا مكفوفا بولاية سوسة ومنطقة بئر القصعة  من ولاية بن عروس وسيتم تقديم الامتحان إليهم بطريقة براي، وهناك 6 مترشحين مسجونين إلى حدّ اليوم، و22 مترشحا ستتم ترجمة المواضيع المقدمة إليهم  باللغة الفرنسية.

وفي العموم أريد أن أبعث برسالة طمأنة إلى الجميع وأن أؤكد على استعداد الوزارة وجاهزيتها فضلا عن جاهزية جميع المندوبيات الجهوية للتربية لإنجاح هذه الدورة، واليوم انطلقت الباكالوريا البيضاء التي سيعرف من خلالها التلميذ قدراته الحقيقية ويعرف مواطن الضعف فيه ويقيم قدراته استعدادا للدورة الرئيسية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.