العقيد المتقاعد من الجيش الوطني محمد صالح الحدري: عملية بن قردان هي البداية.. والهجوم القادم قد يكون من البحر أو الصحراء

قال العقيد المتقاعد من الجيش الوطني محمد صالح الحدري، في تصريح خصّ به حقائق أون لاين اليوم الاربعاء 16 مارس 2016، إن هجوم الإرهابيين على مدينة بن قردان بولاية مدنين كان متوقعاً، موضحاً انهم يحضّرون لهذه العملية منذ 2013 بهدف إقامة إمارة في الجنوب التونسي في مدنين أو تطاوين.

وبيّن الحدري ان التحضيرات لهذه العملية انطلقت قبل أن يتكون تنظيم "داعش" الإرهابي وكان تنظيم أنصار الشريعة المحظور سيقوم بها وإنه بعد الإعلان عن "داعش" ونظراً لعلاقته الوطيدة بـ"أنصار الشريعة" تولى هو هذا الهجوم.

وأوضح ان هناك 3 عناصر لفشل هذا الهجوم، قائلاً ان العنصر الأول يتمثل في ان تنظيم "داعش" الإرهابي تكبّد خسائر كبيرة في سوريا والعراق وكذلك في ليبيا حيث قامت القبائل الليبية بمحاصرة عناصره وطردهم.

أما العنصر الثاني، وفق محدثنا، فيتمثل في الغارة الأمريكية التي استهدفت معسكراً لـ"داعش" في صبراطة وأسفرت عن مقتل 43 قيادياً "داعشياً" من بينهم 40 تونسياً، الأمر الذي دفعهم إلى الإسراع في تنفيذ هجومهم المبرمج على بن قردان والذي كان سينفذ بمشاركة 200 عنصر إرهابي.

وأردف بالقول ان العنصر الثالث يتمثل في كون الجيش والأمن التونسيين كانا على علم بذلك وكانا جاهزين وحاضرين.

وأبرز العقيد المتقاعد من الجيش الوطني ان وصول الإرهابيين إلى ثكنة الجيش بجلال في بن قردان وتجاوزهم للساتر الترابي فاجأه وكان من المفترض أن لا يقع اجتيازه وأن يتمّ إيقافهم بمجرد تجاوزهم للساتر، لافتاً إلى انه كان هناك عناصر موجودة بن قردان وأخرى قدمت من صبراطة.

وأشار إلى ان مخازن الأسلحة التي عثر عليها كانت موجودة منذ مدة طويلة مبيناً انها كانت تحتوي سلاحاً ثقيلاً كمضاد الطائرات، وهو سلاح مدفعي، والأخطر هو وجود صاروخ من  نوع "ستينغر" وهو أمريكي الصنع.

وأضاف الحدري انه تمت محاولة إدخال 4 صورايخ "ستينغر" تقريباً إلى تونس عن طريق الجزائر ولكن هذه الأخيرة تمكنت من التنبه إليهم وحجزت الصواريخ.

ولفت إلى ان السلاح الثقيل الذي كان في مخازن الأسلحة هو صناعة أمريكية مفيداً بأن شركة بلجيكية تقوم ببيع الأسلحة البريطانية والأمريكية للإرهابيين وان السلاح الروسي الذي يستخدمونه عثروا عليه في ليبيا.

وأكد محدثنا ان اختراق الساتر الحدودي نقطة سلبية في المنظومة الدفاعية لأنه من المفترض ان يقع التنبه إليهم فور اختراق الجدار مشيراً إلى ان التعلل  بعدم تركيب الأجهزة الإلكترونية غير كاف باعتبار ان هذه الأجهزة عند تركيبها تفترض وجود أشخاص يعملون عليها.

وشدد على ضرورة مراجعة النظام الذي وضع لحماية الحدود التونسية- الليبية لاحتوائه على ثغرات، مؤكداً في الآن نفسه ان ما قامت به القوات العسكرية والأمنية عمل جبّار وناجح قدّم للعالم أجمع درساً في مقاومة الإرهاب.

وأوضح ان أول أمر يحدث بعد العمليات هو مراجعتها لاستخلاص العبر لتعزيز الجانب الإيجابي وتدارك الجانب السلبي.

على صعيد آخر، قال محمد صالح الحدري إن عملية بن قردان ليست إلا البداية مبرزاً ان برنامج الإرهابيين واضح وانهم حالياً في المرحلة الرابعة من إدارة التوحش وموضحاً انه بعد فشلهم سيحاولون من جديد بهدف المرور للمرحلة الخامسة والمتمثلة في السعي الى السيطرة على كامل تراب الجمهورية، حسب تقديره.

ولفت إلى ان هناك خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي رغم الكشف عن العديد منها مبيناً ان الانضمام للتنظيم الإرهابي متواصل بصفة دائمة وان هذه الخلايا جاهزة للمشاركة في المعركة القادمة.

وبيّن الحدري انه لن تكون هناك عمليات مشابهة لما وقع ببن قردان نظراً الى ان الأسلوب والتكتيك سيتغيّران موضحاً انه قد يأتون من البحر أو من خليج قابس أو جزيرة قرقنة أو عن طريق الصحراء من خلال منطقة برج الخضراء وهي منطقة بعيدة عن الوحدات العسكرية ومعزولة رغم وجود قوة عسكرية لا بأس بها أو عن طريق الصحراء عبر الحدود الجزائرية عبر مالي.

وشدّد على ضرورة استعمال الطائرات في المراقبة والإسراع في اقتناء الأجهزة الإلكترونية ووضعها على الساتر الترابي على الحدود التونسية- الليبية، إلى جانب تكثيف دوريات المراقبة على الحدود وخاصة في الجنوب وذلك بواسطة الطائرات والدوريات البرية.

واعتبر العقيد المتقاعد ان ما أعلنته السعودية حول إهدائها لتونس 35 طائرة F5 "كذب"، على حدّ قوله، مشيراً في الإطار نفسه إلى ان وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإهداء تونس مدفعية وطائرات و10 آلاف كلاشنيكوف مجرد حديث يتمنى أن يتحقق.

وقال إنه لا حاجة لتونس لأسلحة كلاشنيكوف لأن أسلحة شطاير التي تستعملها القوات التونسية أفضل من الكلاشنيكوف ويمكن من خلالها التصويب من مسافة بعيدة.

وختم محمد صالح الحدري بدعوة جميع التونسيين للوقوف إلى جانب الوحدات العسكرية والأمنية بتوفير المعلومة والاتصال عبر الأرقام المخصصة لذلك.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.