دولة الغنيمة” للطيب اليوسفي: شهادة حية من داخل القصبة لأحداث مفصلية في البلاد”

"دولة الغنيمة، من سقوط نظام بن علي إلى مأزق الانتقال الديمقراطي"، كتاب صدر حديثا للدكتور الطيب اليوسفي عن منشورات دار "ليدرز" للنشر.

هو شهادة حيّة يرويها من داخل القصبة، الطيب اليوسفي، مدير ديوان الوزير الأول الاسبق محمد الغنوشي، والوزير الأول الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد (فيفري 2015 – أوت 2016)، كشف فيها عن تفاصيل ما حدث قبل 17 ديسمبر 2010 إلى ما بعد 14 جانفي 2011، وصولا إلى فترة ما بعد حكومة هشام المشيشي، وظروف تفعيل رئيس الجمهورية قيس سعيد للفصل 80، "في كتاب توثيقي وتوصيفي وتحليلي للأحداث"، وفقا لما أفاد به الطيب اليوسفي في حوار خاص لحقائق أون لاين.

وكشف اليوسفي لأول مرة عن أسرار اندلاع الثورة وما مهّد لها من أحداث اقليمية دولية وأخرى داخلية اجتماعية بالأساس، مشددا على أن أحداث 17 ديسمبر/ 14 جانفي، هي شعبية عفوية وسلمية، لكن الجميع "ركب" عليها فيما بعد، من الداخل ومن قوى أجنبية استغلتها لتمريرالأسلحة إلى ليبيا في 2011 والاطاحة بنظام معمر القذافي.

وبين الطيب اليوسفي في حديثه لحقائق أون لاين، عن كتاب "دولة الغنيمة" كيفيّة تسارع الأحداث منذ سقوط نظام بن علي وخفايا الانتقال الديمقراطي، كما روى العديد من المواقف والأحداث المفصلية التي أثرت في مسار البلاد، منها أحداث القصبة 1 و2 وصعود الاسلام السياسي والاغتيالات السياسية ومبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني والحكومات المتعاقبة واخطاء رؤسائها.

والكتاب وفقا للطيب اليوسفي به قرابة 364 صفحة و4 أجزاء، جزء اسماه "ما قبل الإعصار" تحدث فيه عن ممهدات قيام الثورة من أحداث دولية وأحداث الحوض المنجمي التي وصفها بـ "الاشارة القوية" التي لم ينتبه إليها نظام بن علي، وجزء تحدث فيه عن "انهيار النظام وبقاء الدولة"، وجزء ثالث خصصه للحديث عن "الجمهورية الثانية والانتقال الديمقراطي" والنظام السياسي الهجين الذي تميزت به تلك الفترة اضافة إلى أخطاء رؤساء الحكومات، كما تحدث في الجزء الأخير عن قيس سعيد "مسار تصحيح أم تمرير مشروع شخصي"، وأخيرا خصص مساحة متحدثا فيها عن كيفية معالجة الأخطاء..

الكتاب أيضا غاص في ظروف "صعود الإسلام السياسي وبروز حركة النهضة ومحاولات الهيمنة على مفاصل الدولة، كما يبيّن عديد الأخطاء التي تم اقترافها والمزالق المتعددة التي كادت تعصف بالدولة، كما روى الطيّب اليوسفي ما قاله له الباجي قايد السبسي عندما أعلمه راشد الغنوشي في نوفمبر 2011 عن اختيار المنصف المرزوقي، رئيسا مؤقتا للجمهورية "البلاد داخلة في حيط"، كما ذكر الحالة التي وجد عليها الحبيب الصيد رئاسة الحكومة عند تسلمه لمهامه في مطلع سنة 2015، إذ تفاجأ بوجود 20 مستشارا ومكلفا بمهمة (سرعان ما أذن بإنهاء مهامهم) و150 ألف موظف اداري جديد منتدب، وتوقف 238 مؤسسة من جملة 543 مؤسسة مصادرة عن العمل وذلك إثر حكم الترويكا.

ويمتاز هذا الكتاب بالجمع بين الشهادة الحية والتحليل المعمق، والأسلوب النقدي لعدة اخيتارات ومسارات عرفتها الدولة.

كما يعتبر كتاب "دولة الغنيمة، من سقوط نظام بن علي إلى مأزق الانتقال الديمقراطي"، وفقا لحديث الطيب اليوسفي، لحقائق أون لاين، وثيقة قيمة للباحثين والطلبة والمؤرخين لفهم الأحداث واستشراف المستقبل لما يزخر به من معطيات دقيقة وشهادات حية لأكثر الفترات الحساسة التي شهدتها البلاد.

من هو الدكتور محمّد الطيب اليوسفي
 ولد في 19 نوفمبر 1956 بمدينة سيدي بوزيد، حائز على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية وديبلوم الدراسات المعمقة في العلوم السياسية، وحاصل على شهادة الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس، تولى التدريس في المدرسة الوطنية للإدارة.
كما شغل منصب مدير ديوان الوزير الأول محمد الغنوشي، ومدير ديوان الوزير الأول الباجي قائد السبسي، ورئيس مدير عام وكالة تونس افريقيا للأنباء (جانفي 2012 – جانفي 2015)، ومدير ديوان رئيس الحكومة الحبيب الصيد (فيفري 2015 – أوت 2016).

ألف كتاب "المخاض العسير: خفايا حكومة الحبيب الصيد"، كما تولى نشر عديد البحوث والدراسات في دوريات ونشريات مختصة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.