حوار الحافة بين مدربي الأهلي والترجي: البدري طالب لاعبيه بالتأخر للدفاع والهجوم المعاكس رغم تأخره في النتيجة.. والبنزرتي أهدر أسبقيته

لا تزال مرارة الانسحاب من دوري أبطال إفريقيا تنغص على أحباء الترجي الرياضي نهاية أسبوع لم يكن المتشائم من بينهم يعتقد أنها ستكون بنفس "الطعم" خصوصا أن الأحمر والأصفر بدا الأقرب للتأهل..

حسابات "بندر الترجي" لم تكن كـ"حصاد رادس" بما أن كل التوقعات كانت تصب في خانة تفوق كلي لممثل كرة القدم التونسية في حين أثبتت حقيقة الميدان أن الفريق المصري قد أتى على الأخضر واليابس..

الأهلي اكتسح الترجي نتيجة وخيارات مدربين بينما كانت الأفضلية على الملعب لزملاء كوليبالي من ناحية الاستحواذ على الكرة التي وصلت إلى 53% عندما تراجع الأداء تماما كما التصويب على المرمى وأيضا عدد التمريرات بين لاعبين كل فريق ونسب التمريرات الناجحة..

الأرقام التي تلت القمة بين الترجي والأهلي كانت جمعيها لفائدة الأحمر والأصفر كما أن كل الترشيحات كانت تصب في خانة تأهله لكن النتيجة جاءت مغايرة ليعبر الفريق المصري مرة أخرى "سور المكشخة" وفي تونس بالذات.. فما الذي قاد إلى هذه النتيجة؟

حسابات الشوط الثاني

قبل صافرة البداية كانت "سبورة" ملعب رادس تشير إلى نتيجة متعادلة دون أهداف وهي نتيجة تقود حتما الترجي إلى نصف النهائي القاري بعد تعادله بهدفين في كل شبكة في المباراة الأولى التي احتضنها ملعب برج العرب بالاسكندرية..

وبعد صافرة نهاية الشوط الأول كان الترجي متقدما بهدف لصفر وبالتالي فقد كان خيار الفوز والتعادل متاحين للتأهل أما على الجهة المقابلة فقد بات الأهلي المصري بحاجة إلى هدفين لتحقيق المعجزة بما أنه لم يتبق له سوى 45 دقيقة فقط لتحقيق مراده..

شوط مثّل حسابات متناقضة بين الفريقين مع أفضلية كلية في الحظوظ واللعب لممثل كرتنا في حين كان الأهلي بحاجة إلى كل الحظ ليحقق ما جاء من أجله إلى تونس وهو ما ناله في النهاية بتسجيله لهدفين من توقيع علي معلول وجونيور أجايي الثنائي السابق للنادي الرياضي الصفاقسي..

بين البدري والبنزرتي

منحت تغييرات وتعليمات حسام البدري بطاقة التأهل للأهلي المصري في حين كان سوء تصرف فوزي البنزرتي مع مجريات الشوط الثاني سببا في خروج الترجي الرياضي من المسابقة القارية..

هذا ما انتهى إليه المحللون وهو أمر صائب لكن نسبيا باعتبار أن الأقرب إلى الواقع هو أن الترجي الرياضي قد انهزم في المباراة ولم ينتصر عليه الأهلي وهي حقيقة تكشفها تصريحات المدرب المصري ولاعبيه..

توصيات البدري بين الشوطين كانت انتظار تقدم لاعبي الترجي ومحاولة استغلال المساحات التي يتركونها وهو ما نجح فيه لكن في الحقيقة فهو لم يكن لينجح لو لا خيارات البنزرتي الخاطئة بما أن المجازفة كانت ما يفترض أن يفكر فيه الفني العجوز باعتبار أن النتيجة كانت لصالحه..

ما قدمه البدري من توصيات لو واجهه البنزرتي بالحذر من خلال تقديم تعليماته للمباركي وشمام بعدم مساندة الهجوم كما فعل البدري مع معلول وفتحي في الشوط الأول ما كان ليوفق المدرب المصري..

البدري طالب لاعبيه بالبقاء في مناطقهم ولعب الهجوم المعاكس عبر الكرات في ظهر مدافعي الترجي رغم أنه كان مطالبا بتسجيل هدفين في حين أن واصل ترجي البنزرتي المهاجمة بتهور رغم أنه متأهل في مناسبتين بعد تقدمه في النتيجة ثم بعد تسجيل معلول لهدف التعادل..

سيناريو مازيمبي والفيصلي

مجازفة فوزي البنزرتي بلعب الهجوم وتحرير الظهيرين كلفتا الترجي الرياضي قبول هدفين من خطأين في الدفاع وخاصة من الظهيرين إيهاب المباركي وخليل شمام..

المجازفة واللعب ضد المنطق كلفا الترجي واحدة من أثقل هزائمه الخارجية تحت قيادة نفس المدرب وهو فوزي البنزرتي بما أن الأحمر والأصفر خسر نهائي دوري أبطال إفريقيا 2010 بالخمسة أمام مازيمبي الكونغولي بسبب سوء التقدير والتعنت ومحاربة المنطق..

سيناريو 2010 لم يستخلص منه البنزرتي الدروس بما أنه كاد يضيع على الترجي الرياضي لقب البطولة العربية منذ أسابيع من خلال تغيير غيلان الشعلالي بفخر الدين بن يوسف فكانت النتيجة أن نجح الفيصلي الأردني في تسجيل هدفين في وقت قاتل كادا أن يسلبا الفريق لقبا استحق إلى حين التغيير المعجزة..

مباراة الذهاب أمام الأهلي المصري شهدت أيضا تغييرا غريبا حيث أخرج البنزرتي الفرجاني ساسي وعوضه بفخر الدين بن يوسف بينما كانت الكرة في منطقة خطيرة فكانت النتيجة ارتباكا في الدفاع كلف الفريق قبول هدف التعادل جراء ضياع التركيز الذي فقده اللاعبون نسبيا جراء التغيير..

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.