حمادي الجبالي: مشاركة النهضة في الحكومة خطأ بحق الديمقراطية.. وقد أترشح للرئاسيات القادمة

انتقد رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي مشاركة حركة النهضة في الحكومة المقبلة، معتبرا تلك المشاركة خطأ بحق الديمقراطية الناشئة التي أرستها الثورة التونسية لكونها تحرم الساحة السياسية من وجود تيار قوي يمثل المعارضة التي هي الركيزة الأساسية الثانية في أي بلد ديمقراطي إلى جوار مؤسسة الحكم.

وقال الجبالي في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية ان هذا القرار يعمق الاختلال بالبلاد على المنظور القريب والمتوسط مبيناً ان المعارضة الآن باتت غائبة في البرلمان وفى عموم الساحة السياسية وان حركة نداء تونس تمتلك اليوم كل مواقع السلطة ولذا من الضروري أن يكون الحزب الثاني بالبرلمان وهو النهضة بالمعارضة لكي تتوازن كفتا الميزان، وفق تقديره.

وأكد الجبالي ان حديثه لا يعني بالضرورة ان نداء تونس سوف يستبد بالسلطة وان كانت هناك أصوات داخل هذا الحزب تشعره بالقلق من هذا المنحى من حين لآخر، حسب تعبيره.

وحول ما يردده البعض من ان مشاركة النهضة بالحكومة هي نتيجة صفقة عقدت بين النهضة والنداء حتى قبل انتخاب الباجي القايد السبسي كرئيس للبلاد نهاية ديسمبر الماضي، قال الجبالي:" لا ..لا أقول صفقة بين الحزبين".

وتابع " ربما هذا تلاقي مصالح محلية وحتى دولية ..نوع من تسييس الأوضاع بالساحة والبحث عن نوع من الاستقرار.. ولكن هذا الاستقرار المبحوث عنه من قبل قوى محلية ودولية بتشريك النهضة سيكون مخلا بالتوازن على المدى القصير والمتوسط لأنه يحرم المجتمع من دور المعارضة الهام ".

وأردف " اتصور ان النظام المحلي والاقليمي والدولي يريد تشريك النهضة بطريقة أو بأخرى رغم خسارتها بالانتخابات ….ففي خضم المشاكل التي حدثت بمصر وليبيا باتت الدول العربية تحتاج إلى نموذج من التعايش والاستقرار ..فضلا عن ان الجميع بالداخل والخارج يرى ان حزب نداء تونس لا يمكن ان يحكم بمفرده".

وأعرب الجبالي عن سخريته من تصور البعض حول انه ولمجرد استقالته من النهضة سيبدأ بكيل التهم والانتقادات نحوها بكل ما يملك من قوة، موضحا بالقول "أجد انه لا معنى للقول ان النهضة انتهت فعليا وتعيش فقط إكلينيكيا بفضل صفقة أو ضغوط خارجية ..الأحزاب المنبثقة من حاجة وضرورة اجتماعية لا تنتهي بمجرد خسارتها لجولة انتخابية.. فالأمر ليس ضربة قاضية في حلبة مصارعة".

وتابع "النهضة فازت بـ(69 مقعدا من 217) أي حصلت على تأييد نسبة غير قليلة إطلاقا من التونسيين ..والأحزاب قد تتطور وتدخل مرحلة جديدة من عملها السياسي وليس من صالح الديمقراطية بتونس ان تنتهي النهضة".

وبالرغم من كثرة الحديث عن اقتراب تأسيسه لحزب جديد بالساحة التونسية ، شدد الجبالي على انه لم يحسم موقفه بعد من تلك الخطوة من عدمها خاصة وانه لا يهدف من هذا الحزب أذا تأسس إلى زيادة في عدد الدكاكين الانتخابية، حسب وصفه .

وأوضح "الحزب الذي أطمح إليه هو كيان سياسي غير تقليدي موقعه وسطي يوحد التونسيين من كافة الشرائح ويتطلع بهم نحو المستقبل بهدف إيجاد حلول لمشاكلهم الملحة من إسكان وتعليم وبطالة ونقل.. ويبتعد بشكل مطلق عن المعارك الوهمية التي لفظها الشارع من حزب إسلامي أو غير إسلامي "، مشددا على ان هذا الحزب « لن يحمل صبغة دينية أو غير دينية لا في اسمه أو برنامجه وانما سيستمد رؤيته وجوهر أهدافه من الدستور التونسي".

ورفض الجبالي بشدة ما يطرحه البعض من توقعات حول ان حزبه اذا وجد فسينهض ويرتفع فوق حطام انشقاق حركته الأم وهى النهضة عبر انشقاق جزء غير قليل من نخبتها خاصة الاصلاحيين منهم وانضمامهم للحزب الوليد ، إلا انه عاد والمح في الوقت نفسه إلى ان باب الحزب سيكون مفتوحا للجميع ممن يتوافقون مع برنامجه .

وقال "لا نعتمد على انشقاق النهضة أو غيرها من الأحزاب ..وإذا أسسنا الحزب فلن يكون على حطام حزب آخر ..نعم الباب سيكون مفتوحا أمام جميع من يتوافقون على برنامجه .. ونحن الان نقوم باتصالات لنحرص على ان يضم حال تأسيسه نخبة من الوجوه السياسية البارزة وان كان من المستبعد لحد ما ان يضم الرئيس السابق المرزوقي".

ولم ينف الجبالى رغبته في التطلع للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة حال تأسيسه للحزب، قائلاً "من غير المستبعد ان أترشح للرئاسيات القادمة فأحد أهم أهداف الأحزاب هو الوصول للسلطة ..وعلى كل حال الأمر لم يحسم بعد بالنسبة للحزب أولا ولانزال نتشاور حوله".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.