مروى الدريدي-
17 ديسمبر 2010، يوم مفصلي في تاريخ تونس، ما يزال الشعب يعيش على وقع أحداثه إلى يومنا هذا، هو تاريخ اندلاع شرارة الثورة التونسية، يوم أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده تعبيرا عن غضبه على مصادرة العربة التي كان يبيع عليها بعض الخضار.
وأدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين للبطالة والتهميش وغياب العدالة الاجتماعية، وتنامي الفساد داخل النظام الحاكم.
وأدى ذلك إلى نشوب مواجهات بين مئات من الشبان في مختلف مدن سيدي بوزيد واالقصرين مع قوات الأمن كالمكناسي والرقاب وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيان وفريانة، لتتوسع اثرها إلى ولايات أخرى، وقد ادت المظاهرات إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من المحتجين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن.
ولم تفلح حينها محاولات الرئيس السابق زين العابدين بن علي في احتواء الأزمة حيث بإقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014، وزار البوعزيزي في مستشفى الحروق البليغة، وقام أيضا بالتخفيض في أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضاً طفيفاً.
لكن الاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى العاصمة مما أجبره على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ يوم 14 جانفي 2021، ليتغير بذلك المشهد السياسي برمته وتظهر قوى سياسية جديدة فاعلى في البلاد.
أحداث مفصلية وفارقة في تاريخ تونس، واليوم تمر 11 سنة على هذه الأحداث لكن لم يلمس المواطن التونسي أي تغيير يذكر في وضعه اليومي والاجتماعي حيث أن الأزمات الاقتصادية والسياسية تفاقمت وتنامت مع تنامي الفساد واستشرائه في جميع مفاصل الدولة وقطاعاتها، فهل سيتمكن الرئيس الحالي قيس سعيد من احتواء الأزمة واصلاح حال البلاد أم أن الشعب التونسي مقبل على سنوات أخرى عجاف..؟