المربي المتقاعد عبد السلام بن عامر: وأخيرا فهمت لماذا أحرق أبو حيّان التوحيدي كتبه في آخر أيامه!

حقائق أون لاين-

عبّر المربي المتقاعد عبد السلام بن عامر عن ألمه جرّاء تدهور مستوى التلاميذ و الطلبة في اللغة العربية، مشيرا إلى أنه بلغ مستوى مريعا.

وأرجع بن عامر تدهور مستوى التلاميذ إلى "أن أكثر من نصف الوقت المخصص لدروس اللغة يتم تبديده في ما لا جدوى منه، على الأقل في التعليم الأساسي بمرحلتيه".

وسبق للمربي عبد السلام بن عامر أن نشر كتابا منذ ستة أشهر تحت عنوان "المنجد في التحليل النحوي" (صندقة 200 جملة تتضمن مختلف الوظائف والأنواع)، واقترح فيه طريقة عملية لصندقة جملة تتضمن الأنواع الأربعة للنواة الإسنادية (يُستَحسَن أن تتأنّى لأنّ التّسرّعَ عواقبُه وخيمةٌ)، كما تضمن كل الوظائف في الجملتين، الفعلية والاسمية، وكل أنواع المركّبات التي تدرّس في التعليم الأساسي بمرحلتيه.

وتحدث عبد السلام بن عامر بحسرة قائلا: "ستة أشهر مرت ولم أسمع بشخص واحد أشار إلى الكتاب.. بل وحدث ما جعلني أفهم لماذا أحرق أبو حيان التوحيدي كتبه: لقد سلمت 5 نسخ (أقول جيدا خمس نسخ لا خمسين) لمكتبة في قلب العاصمة حولها أكثر من مدرسة ومن معهد، ورغم عرض الكتاب في واجهة المكتبة فإني لا أمر من هناك إلا وأراه ينتظر من يلتفت إليه!".

وقال عبد السلام بن عامر: "وأخيرا فهمت لماذا أحرق أبو حيّان التوحيدي كتبه في آخر أيامه، يجمع المؤرخون على أن أبا حيان التوحيدي أحرق في آخر أيامه كتبه ولم ينج منها إلا ما لم يكن بين يديه لحظة أدرك ما أدركته أخيرا".

ونفهم من هذا المثال الذي ساقه المربي عبد السلام بن عامر مأساة المثقف والعالم والكاتب والمعلم، الذي وضع كلّ علمه وجهده وخبرة سنوات طويلة في كتاب لينفع به الناشئة ويذلّل الصعوبات التي قد تعترضهم في مسار تعلمهم، في مقابل عدم اعتراف أو اكتراث وجفاء وانصراف الناس إلى ما يضرهم عوض الانكباب على ما ينفعهم، على الأقل في سنوات تعلمهم الأولى.

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.