عبد السلام بن عامر-
ككل سنة في مثل هذه الفترة، أجدني مع القطط السائبة أمام أكوام القمامة: هي تبحث عما تقتات به.. وأنا أخلّص الكتب المدرسية من الفضلات العالقة بها لأعود بها إلى المنزل..
لقد عدت هذا الصباح بثلاثة كتب من “أنظف” قمامة، جديدة تماما وكأنها مقتناة للتّوّ من المكتبة، مجموع صفحاتها يناهز الـ1000 صفحة:
– كتاب التاريخ- س 4 – شعب علمية – الثمن: 3600 مي
– كتاب التاريخ – س4 – آداب/ اقتصاد وتصرف – الثمن: 4000 مي
-كتاب الجغرافيا – س 4 – آداب/ اقتصاد وتصرف – الثمن: 4000 مي
أسعار الكتب المشار إليها لا تمثل في تقديري حتى 50 في المائة من كلفتها الحقيقية. ومعنى ذلك أن ما يُلقَى به في القمامة كل عام في مثل هذه الفترة هو مال عام أُهدِر لدعم الكتاب المدرسي.
ولو أن في جماجم المسؤولين في هذه البلاد عقولا لَوُضِعَ حدّ من زمان لهذا الإهدار للمال العام وتلويث البيئة، فضلا عن إعفائنا من المشاهد التي تُدمي القلوب. مشاهد الإلقاء بالكتب في حاويات القمامة، إن ليس على قارعة الطريق..
حلول كثيرة كان يمكن الاهتداء إلى أحدها ومنها:
– بيع الكتب بأسعارها الحقيقية للقادرين على ذلك وإعارتها مجّانا لأبناء ذوي المداخيل المحدودة..
– إعارة الكتب إلى كل التلاميذ مقابل ضمان يسترجعه التلميذ في آخر السنة حين يُعيد الكتاب سليما..
– تعويض الكتب بمطبوعات كلفتها أقل بكثير من كلفة الكتب ( وفي هذه الحالة يتقلص وزن المحفظة، هذه المعضلة التي يعاني منها التلاميذ وخاصة أطفال الابتدائي)..
حلول أرجو ألا تنضاف إلى كل ما اقترحته في مجال التعليم منذ 40 سنة وذهب أدراج الرياح..