مومسات عبد الله قش يتحدثن عن مضايقات أمنية وتهديدات من السلفيين

ريــبـورتــاج: بسـام حـمـدي

في أحد شوارع المدينة العتيقة بالعاصمة تونس ،وتحديدا قرب نهج زرقون، تتواجد نساء وفتيات أجبرتهن قسوة الحياة وتدني ظروفهن الإجتماعية على تعاطي البغاء في المواخير وفق قانون منظم له وهن في حالة خوف من تصاعد التهديدات وتنوع المضايقات.

وبعد التهديد بالقتل وسفك الدماء أصبحت مومسات الماخور المعروف باسم "عبد الله قش" الكائن بالعاصمة تونس مهددات بإلقائهن في الشوارع ومتعرضات لمضايقات عديدة وهو ما أكدته مومسات الماخور في الريبورتاج الذي أجرته حقائق أوين لاين.

"وتيرة العمل انخفضت وتهديدات السلفيين متواصلة ومضايقات أعوان الأمن وتهديدهم بغلق مكان عملنا تبدو يومية"، تلك هي الكلمات التي عبرت بها امال، عاملة بالماخور ويقارب عمرها الثلاثين سنة، عن امتعاضها من كل أشكال الإقصاء لها ولزميلاتها.

وقالت امال (اسم مستعار)، لحقائق أون لاين، إن معاناة عاملات الجنس القانونيات تطورت بعد الثورة بسسب تصاعد التهديدات وكثرة التضييقات مشيرة إلى تزايد مخاوف المومسات في الأشهر الأخيرة.

ويدخل بعض السلفيين إلى الماخور، بحسب امال، وهم يوهمون الناس أنهم زبائن بحيث لا تبدو على مظاهرهم الخارجية أنهم من الجماعات المتطرفة فيبدؤون في تهديد المومسات بالقتل فور دخولهم إلى غرف الماخور.

وفي نفس السياق، تحدثت حنان، البالغة من العمر 27 سنة، عن شخص دخل معها غرفتها وأوهمها أنه حريف لكنه أمرها فور دخوله غرفتها بضرورة ترك عملها والبحث عن شغل آخر.

وواصلت كلامها ومظاهر الرعب على وجهها، أنها متخوفة من عملية قتل أو طعن لاسيما وأن عملية تأمين الماخور لم تعد مثلما كانت عليه قبل الثورة.

من جهتها، أفادت جليلة، إحدى المشرفات على الماخور المعروف باسم "عبد الله قش"، وقد قاربت الخمسين من عمرها، أن التهديدات بالقتل وسفك الدماء للعاملات بالماخور تكاد تصلهم بصفة يومية من مجموعات تتجول في الماخور وتخرج دون الدخول إلى أي غرفة معلنن تشبثهم بضرورة غلق الماخور.

وأضافت جليلة، وعلامات الخوف بادية جلية على وجهها، أن المومسات لم يقمن باختيار هذا العمل لكن قساوة الحياة وصعوبتها أجبرتهن على اللجوء لممارسة البغاء المقنن لتوفير قوت الحياة على حد تعبيرها.

وذكّرت جليلة في حديثها لحقائق أون لاين، بالحادثة التي تعرض لها الماخور المذكور في أفريل عام 2011 المتمثلة في هجوم مجموعات سلفية على الماخور مسلحين بسكاكين وهراوات.

وبحسب مُلكة، مومس بالغة من العمر 33 سنة، تنوعت الجهات المهددة للمومسات القانونيات ولم تعد مقتصرة على المتطرفين حيث باتت صادرة عن بعض أعوان الأمن وفق تعبيرها.

وأشارت محدثتنا إلى تصاعد التضييقات التي يقوم بها بعض أعوان الأمن المكلفين بتأمين نهج زرقون والأنهج الكائنة بالمدينة العربي تطبيقا لأوامر وزارة الداخلية التي شرعت في طرد أكثر من 20 مومسا وغلق البيوت التي كن يعملن بها كمرحلة ابتدائية لغلق الماخور حسب قولها.

وتابعت قولها باكية " إن وفروا موارد رزق و مواطن شغل أخرى سنغلق نحن المومسات ماخور عبد الله قش وسنغادر غرفه التي نبيع فيها أجسادنا".

رجاء، امرأة مطلقة ولها طفلان تعمل بالماخور، أكدت لحقائق أون لاين أن سبب طرد زميلاتها من الماخور هو خروجهن من غرفهن لشراء بعض الحاجيات لكنهن فوجئن بمعاملة قاسية وضرب من بعض أعوان الأمن الذين قاموا بغلق غرفهن وشتمهن.

وعبرت رجاء عن رغبتها في ترك هذا العمل في صورة توفير مواطن شغل لها مشددة على أن نظرة المجتمع التونسي لها  لن تمنحها المجال لإيجاد عمل آخر.

وبعد الثورة أغلقت تونس 10 مواخير متفرقة في عدة جهات من الجمهورية في حين لم يبق سوى ماخورين موجودين في العاصمة تونس وفي صفاقس.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.