بقلم : آسيا توايتي
لا يمكن المرور على تخلي أيام قرطاج السينمائية التونسية في دورتها الرابعة والثلاثين، عن المظاهر الاحتفالية، مرور الكرام، ليس فقط لأن هذه الدورة احترمت ماتمر به فلسطين من مآسي ومظالم جعلت العالم العربي وشقًّا من الغربيين يتفاعلون معها ويأسفون جدا لما حدث لأطفال غزة ونساءها وأطباءها … في تعدٍّ صارخ على حقوق الإنسان،وإنما لأن العالم يشهد حربا في زمن يفترضُ أنه تجاوز الحروب بالأسلحة.
أجزِم أنّ فلسطين تغلبت على إسرائيل، لأول مرة، منذ عقود من الزمن .. بسلاح مختلف … لم يكن الدعاء ولا الحجارة ولا حتى القذائف سببا فيه .
ذلك أن العرب في جزء كبير منهم وكذلك بعض الغربيين ، أبدٓوْا شجاعة كبيرة ، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأنهم مستعدين للتخلي عن كل الهدايا والهبات والتسميات أو حتى المكانات الاجتماعية الدولية فقط من أجل مساندة فلسطين وشعبها .(على عكس بعض الصامتين خشية أن يفقدوا مركزهم في عيون الحراس).
إنها مساندة مستحقة من قبل تظاهرات تونس الثقافية ومن اتحاد الناشرين العرب كذلك الذي قاطع معرض فرانكفورت لدعمه إسرائيل، بالإضافة إلى المنظمات الشغيلة في تونس و في غيرها من العالم …
منظمات عربية وعالمية ودول عربية ولاتينية بشعوبها ، هتفت بصوت واحد "لا تلمس فلسطين" وشعرت بآلام شعبها … وبرجْفةِ الخوف في أعيُن ذلك الطفل الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي في فيدو، يبرز خوفه الشديد بعد سماعه صوت القذائف والهجومات، دون رأفة، وفي عقر داره…
لطالما كانت فلسطين درة …وعروسا …وفتاة جذابة حسناء، تغنى بها الشعراء وفيها قال نزار القباني :
" بكيت.. حتى انتهت الدموع صليت.. حتى ذابت الشموع ركعت.. حتى ملّني الركوع سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء."
ولكنها اليوم تصدرت المواقع الاجتماعية والصور والفيديوهات كأهم "مؤثِّرٍ" في العالم وأبرزٍ "ترند" ، لا يمكن المرور به دون فهم ماجرى…
قبل الآن كان جرح فلسطين مندملا ولكنه لم يكن يبدو في غير شاشات التلفاز ، (وربما لم تكن نعلم إلا ماأرادوا إعلامنا به …) وهذه هي المرة الأولى التي تناقلنا فيها صور الدماء وصوت البكاء والقتل والقذائف ، لحظة بلحظة …
رغم كل محاولات زوكربارغ وعملاء فيسبوك، حجب التدوينات وإضعاف صيت اللحمة والتغريد بأصوات عالية …إلا أن فيسبوك كغيره من مواقع التواصل … فشل …
لو لم يمكن صوتنا يخيفهم لما حجبوه، إنه أشبه بالقذائف التي أطلقها الإعلامي المصري باسم يوسف على المذيع البريطاني “بيرس مورغان” مخرسا كل أصوات الكذب، فاضحا الإعلام الغربي، المظلل للرأي العام الدولي .
وصف باسم يوسف إسرائيل "بالمريض النفسي النرجسي الذي يضاجعك ثم يجعلك تشعر ببشاعة مافعلتٓه" .
في تشتيتٍ صارخٍ لجمع الملتفين حول ظلم إسرائيل … التي تحاول إعادة إعمار أرض الدرة … آتية على الأخضر واليابس دون رأفة …غير خاضعة للاتفاقيات الدولية وأصوات منظمات حقوق الانسان محليا ودوليا ولا آبهٓةً بكونها أصبحت، بلا شك، مجرم حرب … من الدرجة الرفيعة …
قلتها وسأعيدها : سيذكر التاريخ، أن العدو الصهيوني لم يحترم القانون الدولي ولا الاتفاقيات الدولية ولم ينفذ كل ما صدر ضده من قرارات أممية . سيذكر التاريخ أيضا أنها وجدت التشجيع والغطاء الامريكي، من أمريكا التي افتعلت كذبة الحادي عشر من سبتمبر، وافتعلت وجود سلاح دمار شامل في العراق وذبحت صدام يوم عيد الإضحى واستفزت كل العرب والمسلمين ..
سنروي لأبناءنا ولكل الأجيال القادمة جرائمكم الفضيعة وتشدقكم بحقوق الإنسان بينما لم تحترموا حق طفل ٍفي العيش الكريم …
كثفوا الهاشتاغ إذا ….#فلسطين: أهم "مؤثِّرٍ" في العالم وأبرزُ "ترند"