عاش التونسيون في الفترة الأخيرة على أخبار جرائم قتل شنيعة على غرار الجثة التي تم العثور عليها مقطوعة الأطراف ومحروقة بمنطقة دوار هيشر والمرأة التي ذبحت زوجها فضلا عن قاتل الطفل ياسين والذي ذبحه بقطعة زجاج… جميعها جرائم نفذت على الطريقة الداعشية الدامية التي تتعدى حدود الجريمة إلى الفضاعة والبشاعة والتنكيل بالجثث.
وحول أسباب هذه الجرائم والوحشية التي رافقتها، أفاد الأكاديمي والاستاذ في العلوم الاجتماعية منصف وناس، أن تحليل هذه الظاهرة يجب أن تخضع لدراسة ميدانيّة للوقوف عن الأسباب الدقيقة لتي تدفع الفرد الى ارتكاب جرائم شنيعة.
وبيّن الأستاذ وناس، في حديث لحقائق أون لاين اليوم الجمعة 28 جويلية 2016،أنه بالمستطاع القول أن هناك 5 أسباب تقف وراء ظاهرة جرائم القتل العنيف.
وتتمثل الاولى، في صعوبات المرحلة الانتقاليّة إذ يغيب الشعور بالاستقرار في ظل غياب مؤسسات حكومية قويةّ تحيط بالأفراد وتؤطّرهم نفسيا واجتماعيّا.
وأشار محدثنا الى أنّ ترار جرائم القتل العنيف يدل على حالة القلق والتأزّم النفسي والاجتماعي التي يعيشها التونسيون، وحالة الاحباط في ظل الوضع لعام للبلاد خاصة على مستوى التشعيل وعدم معالجة معضلة البطالة بالقدر الكافي.
أما السبب الثالث فيتمثّل وفق محدثنا، في غلاء المعيشة وقلّة اليد والإمكانيات من أجل مواجهة صعوبات الحياة ومستلزماتها، خاصة أنّ "المكينة" الاقتصادية التي كانت سائدة في نظام بن علي انهارت ومثلما يقول المثال التونسي كان بالامكان "تدوير الدولاب" ولم يوجد يوجد لها بدائل.
ويعد خوف التونسيين من المستقبل في ظل عدم استقرار الوضع العام بمختلف مجالاتها وغياب شروع واضح على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي يطمئن التونسيين عملا أساسيا في حالة الاضطراب والخوف التي من شأنها أن تؤدي في بعض الاحيان الى ارتكاب جرائم شنيعة.
وختم محدثنا بالقول أن السبب الخامس وراء تفشي جرائم القتل الشنيع عائد الى انفجار الشخصية الواقعيّة، مبيّنا ان الشخصية القاعديةللتونسيين وافعية ومهادنة ومتقبلة للأوضاع دون مف