مسلسل الاعتداءات البوليسية على الصحفيين متواصل!

 يسرى الشيخاوي- 

يبدو ان مسلسل اعتداءات الأمنيين على الصحفيين متواصل ولن يعرف نهاية وسط تمادي البعض في التضييق على الصحفيين والاعتداء عليهم لفظيا وجسديا ومنعهم من أداء عملهم.

وهذه الاعتداءات التي تمتد إلى ما قبل الثورة وما قبل الـ25 من جويلية، تبدو اليوم ذات دلالات خطيرة وسط مخاوف من نشأة دكتاتورية ناعمة لا تنصب فيها المشانق والمقاصل ولكن تطال الحر يات والحقوق بتجليات مختلفة. 

وفي اول وقفة احتجاجية زمن الاجراءات الاستثمائية نظمتها مجموعة " مانش مسلمين"، طالت الاعتداءات الأمنية العنيفة الصحفيين إلى جانب المحتجين والناشطين، ولم تخل التحركات الاحتجاجية الموالية من "نقاشات" بين الأمنيين والصحفيين إثر التضييق على مساحة تحركهم.

وكانت نقابة الصحفيين قد أصدرت بيانات أدانت فيها الاعتداءات التي وثقها الصحفيون الميدانيون، وآخر البيان المندد بتعرض رئيسة تحرير كشف ميديا خولة بوكريم إلى الايقاف والهرسلة من قبل امنيين خلال تغطيتها لوقفة احتجاجية في شارع الحبيب بورقيبة. 

ولا يسلم الصحفييون من الاعتداءات التي بدأت في الآونة الأخيرة تتخذ بعدا رمزيا يكمن في تحديد أماكن الوقوف حسن تصوير التحركات الاحتجاجية، ويبدو أن قائمة الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداءات من قبل الأمنيين مرشّحة للزيادة.

وهذه الاعتداءات لا تتعلق اليوم بتغطية المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، وإنما تشمل كل أشكال العمل الميداني إذ يبدو ان الصحفيين باتوا عناصر مزعجة للسلطة وسط غياب تبرر إيقاف أكثر من صحفي اليوم وهرسلتهم بل والاعتداء عليهم.

واليوم، قامت فرقة أمنية بإيقاف الصحفية  باذاعة أي أف أم، فائزة العرفاوي بضاحية المرسى لمدة ساعة أثناء قيامها بعمل ميداني لاستطلاع أراء المواطنين بشأن غلاء المعيشة.

ووفي حديثها عن عملية إيقافها، أشارت العرفاوي إلى ان الوحدات الأمنية لم تعترف ببطاقة صحفي محترف وطالبت بالاستظهار بترخيص للتصوير، ساعات قليلة بعد هذه الحادثة تتعرض الصحفية بالإذاعة الوطنية ليليا الحسيني إلى التعنيف من قبل أمني في محيط مجلس نواب الشعب.

وقد طال الاعتداء المحامي ياسين عزازة وتواصل في مركز الامن بباردو حيث حاول الامنييون محوالفيديوهات التي توثق الاعتداء، اعتداءات متواترة تتطال الصحفيين في الآونة الأخيرة من قبل الامنيين، دون الحديث عن الاعتدءات التي تطاله من مواطنين كل يصنفه حسب أهوائه السياسية.

وهذه الاعتداءات لم تعد تستوعب بيانات التنديد والاستنكار والتضامن الالكتروني إنما باتت تستدعي تحركات على أرض الواقع لتضع لها حد وتطالب بمحاسبة كل معتد وتقطع الطريق على الإفلات من العقاب. 

 

 

 

 

 

  

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.