أمل الصامت –
عاش المسرح البلدي بتونس العاصمة ، مساء أمس الأحد 01 ديسمبر 2013، على وقع مئوية رائدة الحركة النسائية بشيرة بن مراد، حيث شهد فضاء المسرح حضورا جماهيريا غفيرا شمل عددا كبيرا من أقارب هذه المرأة الحديدية من بينهم صاحب مجلة حقائق الطيب الزهار و حفيدتها الدكتورة سنية بن مراد، إضافة إلى عدد من السياسيين على غرار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والقيادي بالحركة عامر العريض إلى جانب رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني.
وعرف الحفل كذلك حضور مجموعة من الفنانين سواء أولئك الذين شاركوا في تكريم بشيرة بن مراد مثل الفنانة ليلى الشابي والمطربة سنية مبارك والممثل القدير رؤوف بن عمر والفنان الكبير رجاء فرحات، أو الذين جاؤوا لمواكبة حفل التكريم كالفنانين شكري بو زيان وصلاح مصباح.
عاشت صلبة.. وماتت مقصاة
بشيرة بن مراد التي قال عنها شقيقها الصحفي منصف بن مراد في الكتاب الذي ألفه حول سيرتها الذاتية وأعمالها النضالية وتلقى الحاضرون في الحفل نسخة مجانية منه: “كل الرواد – تقريبا – نالوا حظهم إن أحياء أو أمواتا إلا واحدة نذرت حياتها من اجل تحرير تونس وتحرير المرأة التونسية ولغوث من يقاسون من الفاقة وشظف العيش.. إنها بشيرة بن مراد رائدة النضال النسائي في هذه الربوع التي عاشت مكافحة صلبة عنيدة مجلجلة الصوت.. وماتت في بلاد الاقصاء..”
حقائق أون لاين واكبت حفل المئوية، وتابعت أجواءها التي تضمنت فقرة تخص المناضلة بشيرة بن مراد من الشريط الوثائقي “فاطمة 75” للمخرجة سلمى بكار، إضافة إلى تحقيق مصور لواقع المرأة التونسية المعاصر لصاحبته آمنة منيف، كما شهدت التظاهرة مشاركة الفنانين الذين سبق ذكرهم والذين جسدوا شخصية بن مراد في فترات مختلفة من حياتها إلى جانب فقرة غنائية للمطربة سنية مبارك التي قدمت أغنية بعنوان “اللؤلؤة” كهدية لروح الراحلة المناضلة.
مشاركات تطوعية
و عن سؤالنا عما إذا كانت مشاركة هؤلاء الفنانين في الحفل تطوعية تلقائية، قالت الفنانة ليلى الشابي انها كانت إلى حد يوم الجمعة 29 نوفمبر مدعوة كجميع الحاضرين لمواكبة العرض إلا أنها قررت قبل يوم أن تشارك لتجسد دور السيدة بشيرة في فترة الثلاثينات والأربعينات من عمرها وبالتحديد تلك الفترة التي توفي فيها زوجها حين اكتشفت انه كان متزوجا من امرأة غيرها وله منها 5 أطفال. وفي هذا السياق أضافت الشابي أنها أحست وكأنها هي نفسها بشيرة بن مراد خاصة وأنها شعرت بالصدمة التي لربما انتابت الشخصية في الحقيقة عند علمها بخيانة زوجها واصفة إياها بالمرأة القوية ..
من جانبها عبرت المطربة سنية مبارك عن فخرها بالمشاركة في إحياء مئوية مولد المناضلة والرائدة بن مراد وقالت انها لم تتردد لحظة في قبول العرض نظرا لما تمثله هذه الشخصية من قدوة ورمز للمرأة التونسية بجميع أصنافها المثقفة والعاملة والبسيطة، مضيفة: “هي باختصار كانت امرأة عظيمة دون أن ينتابها الغرور، رغم انها من أسس لحضور النساء في المجتمع المدني في الماضي وفي الحاضر”.
اعتراف بالجميل..
أما في ما يخص الحضور الجماهيري المكثف، فان الفنان رؤوف بن عمر أاعتبر هذا الأمر ليس بغريب خاصة وأن السيدة بشيرة بن مراد قدمت الكثير من النضالات في سبيل تحرير الوطن وحرية المرأة وتعليمها وحتى من أجل تعليم شباب شمال إفريقيا في المهجر، مشيرا إلى أن الشعب التونسي بطبعه لا ينكر الجميل رغم ما عرفته هذه السيدة من تهميش وإقصاء في حياتها وبعد مماتها، لذلك وجب رد المعروف لها، وهو ما يفسر الاقبال المكثف للتعرف على رائدة من رواد الحركة النضالية والنسائية في البلاد، على حد قوله.
كما توجهنا بالسؤال إلى العديد من الحاضرين الذين كان جلهم من أقرباء سيدة التظاهرة بشيرة بن مراد وكان ملخص الأجوبة خاصة بالنسبة للشباب منهم أنهم أتوا ليكتشفوا مثلهم مثل الآخرين شخصية قريبتهم التي أقصيت من الساحة السياسية واستبعدت لمجرد إحساس الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بأنها ستخطف منه الأضواء بخطاباتها القوية وشخصيتها المتزنة الوقورة حسب تعبير بعضهم.
