تبريرا لفشلها في تأمين الكلاسيكو.. الداخلية تناور بورقة المندسين

أكد محمد علي العروري الناطق الرسمي لوزارة الداخلية أن قرار تأجيل لقاء الترجي الرياضي والنادي الرياضي الصفاقسي "قد اتخذ على مستوى وزارة الداخلية ومن ثمة تم التنسيق مع الفريقين ومع الرابطة الوطنية لكرة القدم".

وجاءت تصريحات الناطق باسم وزارة الداخلية على اثر الشكوك التي حامت حول امكانية حدوث احتجاجات من قبل جماهير الترجي الرياضي التونسي بعد ان اوردت رئاسة الجمهورية اسم الفريق في الكتاب الاسود الذي يستهدف ما اعتبرته الرئاسة" منظومة الفساد في النظام السابق".

وأوضح العروي في تصريحه لإذاعة "شمس أف أم" صباح يوم الاثنين 9 ديسمبر أن معلومات وردت على وزارة الداخلية، تفيد بأن المباراة كانت عرضة لاعمال شغب واستدلت الداخلية على ذلك بحجز أسلحة بيضاء مثل السكاكين والمولوتوف كانت معدة لهذا الغرض.

ولاحظ محمد علي العروي أن هناك أطرافا كانت تنوي الاندساس في جماهير الترجي الرياضي لبث المشاكل وتهديد السّير الطبيعي للقاء حسب رأيه.

دون التّخصيص

الداخلية لم تجد ما تبرر به اتخاذها  لقرارها غير إلقاء تهم على ضمير غائب بالسعي إلى منع اجراء اللقاء.

ما كشفت عنه الداخلية في نظر البعض كان مشكوكا في صحته بالنظر الى الظروف التي سبقت المباراة وتهديدات جماهير الترجي لاطلاق شعارات تندد بكتاب رئاسة الجمهورية الاسود.

 ما زاد في شكوك البعض هو استعمال وزارة الداخلية في مناسبات سابقة "اسطوانة المندسين" لمنع تظاهرات او اجهاض اخرى. سناريو المندسين ليس بجديد على وزارة وصفت سابقا تمركز الإرهابيين في جبل الشعانبي على أنه أداء للتمارين الرياضية!

فشل سياسي وأمني

تبريرات الداخلية كان من الممكن أن نجد لها تفسيرا آخر لو لم تتدخل رئاسة الجمهورية لتؤكد انعدام صلتها بالموضوع بمنطق المثال القائل "كان المريب ان يقول خذوني".

وكان عدنان منصر الناطق باسم رئاسة الجمهورية قد تدخل في اكثر من وسيلة اعلام من اجل تهدئة جماهير الترجي الى حد الذي دفعه الى تقديمات اعتذارات متتالية عن ايراد اسم الترجي الرياضي في كتاب الرئاسة الاسود.

المهم ولاسباب غامضة الى حد الان تدخلت وزارة الداخلية معتمدة على سناريو المندسين لتنقذ الرئاسة من يوم غضب ترجي في ملعب رادس.

تساؤلات عديدة تطرح حول "عجز" وزارة الداخلية في تأمين مباراة كرة قدم وهي المستأمنة على امن البلاد. حيرة تنتاب العديد من التونسيين وخاصة بعد تجاوز مرحلة قانون الويكلو. انتهى الويكلو فاختلقت قصص افتراضيّة لإحداث الشغب لتؤجّل مباراة القمّة.

تفسيرات وزارة الداخلية لم تكن مقنعة بالمرة ناهيك أن من يعلم الطريقة التي تفتش بها الجماهير عند الدخول إلى الملاعب يقف عند حقيقة استحالة إدخال زجاجات المولوتوف أو الأسلحة البيضاء…

تبعات خطيرة

وبعيدا عن تصريحات فإنّ ما غاب عن متّخذي قرار التّأجيل هو التّبعات المنتظرة لما سيؤول إليه الوضع في الأيام القادمة ناهيك أنّ جماهير الترجي الرياضي اعتبرت أنّ في تأجيل اللقاء انتصارا لهبّتها ومفاخرة لها بين جماهير النوادي بما أنّهم اعتبروا في تأجيل اللقاء خوفا أمنيا من سطوتهم وبطشهم وردة فعلها مستدلين في ذلك بأحداث 8 أفريل 2010 التي شهدت مواجهات عنيفة بين جمهور الترجي الرياضي التونسي وقوات الامن في ملعب المنزه.

في كلمات قليلة جماهير الكرة تنتظر ماستؤول اليه "قضية" جمهور الترجي  الترجي الرياضي خصوصا مع الدفع المعنوي الذي وفره "هروب" الداخلية من تحمل مسؤولية تأمين اللقاء لبعض هواة الشغب.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.