نورة الشنيتي_
إنطلق مساء أمس السبت 19 أوت 2023 المهرجان الصيفي بجدليان بعرض فلكلوري تراثي بعنوان مراحيل لمحمد الهادي المحمودي وعرض كوريغرافي بعنوان "انا وين" لصاحبه طارق بوزيد.
ويتواصل المهرجان الى غاية 25 أوت الجاري عبر برمجة عدد من العروض أبرزها عرض نهار على عمار وعرض الانشاد الصوفي الفزعة وكذلك مسرحية للأطفال عصفورة جنة وفق مديرة دار الثقافة بجدليان حميدة عمري .
عرض إفتتاح المهرجان الصيفي بجدليان إستقطب عدد كبير من أهالي جدليان نظرا لخصوصيته فقد تمكن عرض "مراحيل" من الغوص في الذاكرة الجمعية للجهة وإستحضار ملامح حكايا حفرت في وجدان الأهالي.
مراحيل رحلة البحث عن الهوية بين ثنايا الموروث الشفوي ومخزون سلوكي من عادات وتقاليد توارثتها الأجيال وإضمحلت مع مرور الزمن .
عرض فلكلوري جمع بين الشعر الملحون والأغاني التراثية جاب شوارع مدينة جدليان راسما مشهدا فرجويا حضر فيه الرقص الشعبي بالزي التقليدي على إيقاع الطبل البدوي ,مستلهما من قصص الاجداد وبطولاتهم ,محتفيا بشباب تمسك بموروثه عبر خوض غمار تجربة التجديد والابداع في خطوة للحفاظ على ثروة فنية تتلاشى اما سطوة التحديث,
فكانت الجحفة شامخة بألوانها الزاهية تعيد الى الأذهان اجواء حفلات الزواج قديما لتواصل الرحلة اين تحط رحالها أمام بيت الشعر تلك الخيمة المنسوجة من وبر الجمال فتنزل المرأة عن صهوة الجمل لتعتلي عرش مملكتها فتدور رحاها إستعدادا لإطعام العائلة وتدور معها رحى الزمن فيأخذ الحنين كل من حضر العرض الى أجواء خال انهها إندثرت فيسافر عبر ماضيه مسترجعا ذكريات طفولته او شبابه.
مراحيل مثل أيضا فرصة للجيل الجديد لإكتشاف تاريخ الجهة والتعرف على مختلف عاداتها وتقاليدها لتأصيل هويته بإعتبار ان التراث الثقافي هو أحد المكونات الرئيسية لرسم هوية مجتمع ما فهو يعكس الخصوصية المجتمعية عميقة الجذور به تحدد أصالة المجتمعات وعن طريقه تحافظ على وحدتها وتضمن سيرورتها ضمن حركة التطور. .jpg)
تواصل رحى نسوة "مراحيل" الدوران ومعها تدور عجلة الزمن لتنتهي الرحلة على مشارف الفن المعاصر مع العرض الكوريغرافي "انا وين" وفيه يواصل الفنان رحلة بحثه عن ذاته عن هويته فيرسم بحركات جسده معاناته متمردا على حاضره رافضا الإستسلام لقيود كبلته وحرمته من معانقة حريته فتراه يتخبط بين التمسك بفنه وبين الرقص على رفات أحلامه .
يتماهى مع صوت الموسيقى فيثور ويهدأ يصرخ ويبتسم يختار الوحدة ويتقاسم لحظات الفرح مع الأطفال الحاضرين هكذا "كان أن وين" يتساءل عن موقعه عن ذاته عن هويته عن مكانته ضمن حركة التطور يغرس قدميه في الأرض متمسكا بما يملكه وكل نظراته أمل في قادم أفضل.
لينتهي العرض ولكن السؤال يظل عالقا أين نحن
سؤال حاول كل من عرض مراحيل وأنا وين الإجابة عنه عبر طرحين مختلفين فكانت المراوحة بين الموروث الثقافي وبين الفن العصري لتكون الخلاصة نحن في منطقة يمتزج فيها التقليدي بالعصري ليخلق خصوصية الجهة .
جهة تحتاج مزيدا من الدعم المالي لتظاهراتها الثقافية على غرار المهرجان الصيفي بجدليان الذي يعاني من ضعف ميزانيته لهذه السنة بعد تحصله على دعم من طرف المندوبية الجهوية للثقافة بالقصرين فقط وفق مديرة دار الثقافة بجدليان حميدة عمري .
