ألفة يوسف: ما الّذي جعل اليسار وعددا من الحقوقيّين وحتّى “الثّورجيّين” يساندون نداء تونس، ولا يساندون الدّستوريّ الحرّ؟

حقائق أون لاين-

نشرت الأستاذة الجامعية والكاتبة ألفة يوسف تدوينة على "فايسبوك" تساءلت فيها "ما الّذي جعل اليسار بأطيافه وعددا كبيرا من الحقوقيّين وحتّى "الثّورجيّين" يساندون نداء تونس، والباجي قائد السبسي ولا يساندون الدّستوريّ الحرّ وعبير موسي".

وفيما يلي نص التدوينة: 

 

في الفكر السّياسيّ وبعيدا عن المواقف:

أتساءل: ما الّذي جعل اليسار بأطيافه وعددا كبيرا من الحقوقيّين وحتّى "الثّورجيّين" يساندون نداء تونس، والباجي قائد السبسي ولا يساندون الدّستوريّ الحرّ وعبير موسي…
-قد يقال إنّ عبير تجمّعية أو هكذا يتصوّرها البعض (رغم انحلال التجمع وانضمام الغرياني للخوانجيّة وانضمام تجمعيين لأحزاب أخرى)…لكن الباجي أيضا كان دستوريّا، فمن يتغنّى ب"لا للرّجعيّة، دساترة وخوانجيّة"…كيف قبل الدّستوريّ الباجي ورفض عبير الدّستوريّة؟
-قد يقال إنّ الأمر يتّصل بخوف من عودة الدّكتاتوريّة، السّؤال هو أنّ حزب الباجي، حزب النّداء، اشتغل في نفس الأطر السّياسيّة والمنظومة الانتخابيّة التي يشتغل فيها اليوم حزب عبير، الدّستوريّ، فلماذا لم يخف اليسار وأتباعه من عودة الدّكتاتوريّة؟
-قد يقال إنّ الأمر يتّصل بشخصيّة الباجي الّذي كان لبقا ذا خطاب مخاتل سياسيّ، خلافا لشخصيّة عبير الّتي هي ذات خطاب مباشر ومتشنّج أحيانا…لكن ألم يلم القوم على الباجي مراوغاته السّياسيّة ودهاءه الّذي انتهى بالتّوافق؟ فهل يريد القوم خطابا مخاتلا أم خطابا مباشرا أم خطابا بينهما لم يولد بعد؟ ولماذا لا يقومون بممارسته هم أنفسهم؟
-البعض يقول إنّ الأمر يتّصل بالغيرة…قد آخذ بعضا من هذا الرّأي…هي ليست الغيرة بمعناها النّفسي، رغم أنّ رواسب منها موجودة…هي الغيرة بالمعنى السّياسيّ…الباجي كان شيخا، وتجربته السّياسيّة وتاريخه في ممارسة فعل إدارة الدّولة لا يمكن أن يقارن به أحد…فالجمع اختاروا أن يكونوا تحت جبّة الباجي لا طوعا لكن كرها، اختاروا ذلك وهم طامعون في خلافته، وفي انتظار ذلك، طامعون في الحصول على امتيازات مباشرة…لا تنسوا أنّ أولى بوادر تفكّك حزب نداء تونس هو تسمية بعض النّوّاب وزراء وانفتاح باب للانتهازيّة لم يغلق…مع عبير الأمر مختلف…كلّ واحد من المذكورين المنتقدين يقول في نفسه: "لماذا هي وليس أنا؟"…
المشكل الجوهريّ هو أنّ هذه الطّبقة السّياسيّة لا تريد خدمة تونس…وأصلا لا مشكل لديها مع النّهضة وإرهابها ما داموا يتحصّلون على امتيازاتهم…
هناك تفسير آخر، لكن لا يشمل إلا البعض، وهو أنّ خيبة أمل البعض في الباجي باختياره التّوافق هي ما جعلت البعض يتّهمون عبير بأنّها ستتوافق مع الإخوان…
لم أرد أن أذكر في تحليلي أنّ بعضهم منزعج من كون عبير امرأة…فلا أريد استعمال نفس الحجج التي يستعملها مخلوف…
المهمّ في هذا كلّه، أنّ قيام الدّستوري الحرّ بما يجب من أخذ بزمام الأمر قد أزعج بقدر واحد تجّار الدّين…وتجّار الوطن…المتحالفين في 2005…
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.