وزارة الدفاع تكشف تفاصيل جديدة حول مخابئ الإرهابيين ومقابرهم الجماعية

مكنت عمليات التمشيط التي قامت بها القوات العسكرية التونسية في عدد من الجبال الحاضنة للمجموعات الإرهابية خلال سنتي 2014 و2015 من العثور على 61 مخيما كبيرا لجماعات إرهابية إلى جانب الحفر والمغاور التي لم تحتسب والتي قد يتجاوز عددها عدد المخيمات.

وأفاد المقدم بلحسن الوسلاتي، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني، خلال لقاء إعلامي السبت بالمدرسة الحربية العليا ببرطال حيدر، بأن قوات الجيش اكتشفت العديد من الحفر التي تم تجهيزها مسبقا للجوء إليها عند المواجهة مع الجيش والأمن، وأخرى أعدت لتكون مقابر يخفون فيها الجثث لإبعادها عن العيون.

واكتشفت قوات الجيش خلال عمليات التمشيط أيضا مقابر تم فيها إخفاء جثث الإرهابيين. وقد برر الوسلاتي هذا الحرص لدى هذه المجموعات على إخفاء عدد ضحاياها بإستراتيجيتها القائمة على استقطاب عدد آخر من الأفراد لتعزيز صفوفها، كما أنها تسعى إلى البروز بمظهر القوي غير القابل للهزيمة.

ولاحظ الناطق الرسمي في هذا الصدد أن مثل هذه الممارسات تدخل، وفق تعبيره، في باب "حرب الأشباح" التي من شأنها إدخال الشك في نفوس القوات العسكرية وكذلك الشعب الذي لن يكون متأكدا من النجاح في القضاء على هذه العناصر دون رؤية الدليل على ذلك، والمتمثل في جثث الإرهابيين.

وذكر أنه تم العثور خاصة في جبل الشعانبي على مقابر جماعية، معتبرا أن هذه المقابر "ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة من نوعها في المناطق الجبلية الحاضنة للإرهاب، وذلك بالرجوع إلى روايات الإرهابيين المقبوض عليهم سابقا ".

وأشار الوسلاتي إلى أن عددا قليلا من الإرهابيين يعرفون أماكن دفن القتلى التي يشرف عليها عادة أمير الجماعة شخصيا، مبينا أن هذه المقابر يتم حفرها عادة في دوائر قريبة من المخيمات أو بعيدا عنها وباستعمال المواد وطريقة البناء ذاتها.

وأضاف أن "هذه المجموعات الإرهابية تعمل وفق خطط دفاعية ترتكز على تحديد أماكن هجوم يسهل الانسحاب منها، تكون محجوبة عن العناصر الأمنية، وتكون الرؤية من خلالها واضحة، بحيث يكون الأمني أو الجندي في ميدان مكشوف بالنسبة لهم، وهو ما يجعل مهمة الوصول إليهم والقضاء عليهم أمرا صعبا ومعقدا للغاية "، حسب تقديره.

ويتحصن الإرهابيون عادة، حسب المتحدث، بالأودية والمسالك الجبلية، ويتنقلون في شكل مجموعات توزع نشاطها على خطوط عدة وتتوزع مهامهم بين التحصين والمراقبة والدفاع والهجوم.

وشدد الوسلاتي على أن الأهم بالنسبة لكل جندي في المعركة هو القضاء على الإرهابيين، وأن العثور على جثثهم هي مسألة ثانوية، مؤكدا الاستعداد التام والتأهب لمواجهة كل اعتداء على تراب الوطن من طرف من أسماهم بـ"الدواعش" أو غيرهم، ولتأمين جميع المراحل المقبلة بالبلاد.

وبخصوص عملية السلوم التي تعود بدايتها إلى قرابة أسبوعين، أكد بلحسن الوسلاتي أنها عملية متواصلة، وأنها امتداد للعمليات الناجحة للحرس الوطني، مذكرا بأن قوات الجيش تمكنت خلال هذه العملية من اكتشاف 17 لغما وتفكيكها باستثناء لغم واحد انفجر، وتم خلالها محاصرة 18 إرهابيا والقضاء على 10 من بينهم في حصيلة قابلة للارتفاع .

وفي رده على استفسار بخصوص بناء جدار على الحدود الليبية كان مصدر احتجاج في العديد من ولايات الجنوب التونسي، أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع أنها "مجرد حواجز، وأن الجيش سيتصدى لكل محاولة لتجاوز القانون وللتهريب، سواء بوجود الحواجز أو دونها ".

ونفى من جهة أخرى ما تم تداوله بخصوص وجود جثة مفقودة تعود لجندي، مبينا أن التأكد من هوية الجندي الذي زعمت أطراف أن جثته أرسلت على وجه الخطأ إلى عائلة أحد الشهداء، والتعرف عليها بالوسائل العلمية، أمر سهل وبسيط.

ونبه الوسلاتي، من جهة أخرى، إلى أن تعدد عناصر الإسناد لهذه المجموعات الإرهابية، والتي تساعدها على التنقل من خلال تمرير المعلومات بخصوص تموقع الأمن والعسكريين، لن يمكن من القضاء على الإرهاب، وسيتسبب في إطالة هذه الحرب المتواصلة.

المصدر: وات

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.