وباء الانقسام يدق أبواب “تنسيقيات قيس سعيد”؟

بسام حمدي-

 مثل بروز اسم الحزب الجديد "إرادة الشعب" الذي يطرح نفسه سندا سياسيا لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد وخياراته، تطورا جديدا في المشهد العام بالبلاد دفع إلى طرح تساؤلات عديدة بشأن المستقبل السياسي لقيس سعيد، خاصة أن هذا الحزب الجديد قد أعلن ضمه عددا مهمّا من الأشخاص الذين نشطوا ضمن تنسيقيات دعمته فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2019.

وخرج هذا الحزب إلى النور في وقت تؤشر فيه الكثير من المواقف إلى وجود اختلافات وانشقاقات في صفوف التنسيقيات الداعمة لقيس سعيد فيما يخص التنظم في حزب سياسي بين مؤيد لتأسيس حزب ومعارض له.

وفي حين أكد أحد أبرز قيادات التنسيقيات الداعمة لقيس سعيد، أحمد شفطر، في حوار سابق مع حقائق أون لاين، أن تأسيس سعيد وأنصاره حزبا سياسيا أمر مستبعد،  برز حزب "إرادة الشعب" بعد حوالي سنة من تأسيسه وعقد اجتماعا مع أنصاره في ولاية سوسة، ليعلن نفسه أرضية سياسية حاملة لأفكار المشروع السياسي لقيس سعيد وليقدم نفسه بديلا عن الأحزاب السياسية.

وتم تأسيس الحزب السياسي الجديد "حزب إرادة الشعب"، الذي يرأسه طارق عباسي منذ 23 جوان 2021.

ويطرح الحزب نفسه بديلا سياسيا يريد أن يقطع مع التقليد السياسي السائد ولا يطرح برامج حزبية جاهزة، بل يسعى الى المشاركة في تنفيذ وانجاح برامج الدولة للإصلاح السياسي، لاسيما عبر تغيير النظام السياسي والنظام الانتخابي وتغيير الدستور وتطهير القضاء.

ويضم الحزب أشخاصا من الذين نشطوا صلب تنسيقيات دعم المرشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيّد سنة 2019.

وعكس ما أكده أحمد شفطر بشأن تواصل اجتماعات التنسيقيات المحلية الداعمة لقيس سعيد لاعداد برامج ومقترحات تنموية لطرحها في الحوار الوطني، قال الناطق باسم حزب "إرادة الشعب" كريم بن عمار لحقائق أون لاين، إن التنسيقيات التي دعمت سعيد فترة إجراء الانتخابات الرئاسية لم تعد موجودة وانسحب الكثير من قادتها من العمل السياسي في حين انضم آخرون إلى حزبهم.

ويؤشر الاختلاف في التصريحات بشأن آفاق العمل السياسي لتنسيقيات قيس سعيد إلى وجود اختلافات وانشقاقات بلغت حد الانفصال أو أن هناك محاولة من حزب إرادة الشعب لاحتواء شعبية الرئيس.

وشهدت كل الأحزاب السياسية التي تقلدت مهامّا في الحكم بعد الثورة انقسامات حادة في صفوفها بعد وصولها إلى سدة الحكم.

وتجري هذه التطورات في الوقت الذي تفيد فيه نتائج استطلاعات رأي إلى أن "حزب قيس سعيد" (استطلاع مبني على فرضية تأسيس سعيد لحزب) يتصدر المشهد السياسي.

ويعرف عن مشروع الديمقراطية المجالسية الذي يتبناه قيس سعيد عدم اعترافه بالتنظم في أحزاب سياسية وتأكيده ضرورة الانتخاب على الأفراد لا على القائمات.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.