هذا ما قاله الصومالي في اعترافاته حول اغتيال البراهمي ومخططات الإرهابيين

على الرغم من الضجة التي أثارها وما تم تناقله في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن اعترافات أحمد المالكي المعروف بـ "الصومالي" الذي أوقف مؤخراً إثر مواجهات حي النسيم في أريانة، لم تتضمن الكثير أو الجديد تقريباً باستثناء معلومات قليلة ساعدت المؤسسة الأمنية في الكشف عن بعض المخططات الإرهابية التي وضعتها تنظيم أنصار الشريعة المحظور لبث الفوضى في البلاد.

وحسب وثيقة نشرتها جريدة المغرب الصادرة اليوم الجمعة 21 فيفري 2014، نفى أحمد المالكي ضلوعه في عملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013، موضحاً ان المدعو رياض اللواتي المكنى بـ"أبو عبيدة" هاتفه وأعلمه بأن عملية ستقع في حي الغزالة بأريانة دون أن يحدد له هوية الشخصية المستهدفة، وطلب منه الابتعاد عن المنطقة لأن الشرطة ستتوجه إليه مباشرة.

وقبل يوم من وقوع الاغتيال اتصل "أبو قتادة" بالصومالي ليسأله عن سبب بقائه في حي الغزالة وأخبره انه تم رصد شخص – وهو محمد البراهمي – وان العملية ستقع في اليوم التالي وعليه ان يغادر المنطقة على وجه السرعة.

وقال أحمد المالكي انه بقي في منزله على الرغم من المطالب المتكررة له بالمغادرة وانه تأكد من وقوع عملية الاغتيال عند سماعه صوت إطلاق الرصاص ، مشيراً إلى انه تحصن بالفرار عندما تبين وجود مجموعة من الأشخاص أمام منزل محمد البراهمي وانه اتصل برياض اللواتي الذي أواه في مقر إقامته.

وأفاد الصومالي ان زوجته اتصلت به هاتفياً وأعلمته ان قوات الأمن يستفسرون عنه وانه قد تمّ نشر صورته في وسائل الإعلام كمشارك في عملية اغتيال البراهمي ، مضيفاً انه اتصل حينها باللواتي واخبره انه محل تفتيش من قبل قوات الأمن، فطلب منه الأخير ملاقاته في رواد أين نقله إلى منزل بالجهة وهناك تعرّف على شخص تبين فيما بعد انه "أبو بكر الحكيم".

ووفقاً للمصدر نفسه، فقد كشف الحكيم للصومالي ان تنظيم أنصار الشريعة بتونس يريد بث الفوضى والبلبلة في البلاد من خلال قتل سياسيين وإعلاميين من بينهم مية الجريبي وكمال مرجان وإبراهيم القصاص وعامر العريض، وذلك بهدف تمكين التنظيم من تنوير صورته والسيطرة وإسقاط النظام القائم وإقامة الإمارة الإسلامية.

ونقل أحمد المالكي عن الحكيم قوله بأن عملية اغتيال البراهمي نُفذت بعد 3 أيام من ترصد تحركاته، و في منتصف يوم 25 جويلية ، وعند مغادرة البراهمي لمنزله ، تقدم الحكيم رفقة رياض اللواتي على متن دراجة نارية عائدة لهذا الأخير وقام أبو بكر الحكيم بإطلاق النار عليه مستعملاً مسدسين أحدهما نوع "بيرتا" والثاني نوع "سميث" ثم لاذا بالفرار.

ولم يخف المالكي انه مع قتل نواب المجلس الوطني التأسيسي لكونهم حسب رايه لا يشرعون أمر العقيدة ولا يسعون للحكم بما أنزل الله.

واعترف الصومالي انه بقي مع الحكيم مدة 10 أيام أطلعه خلالها على المسدسين اللذين استخدما في اغتيال البراهمي، بالإضافة إلى الأسلحة التي يمتلكها الحكيم والمتمثلة في أسلحة نارية من نوع الفا والبيكا وسلاحي كلاشنكوف ومسدسين و4 قنابل يدوية علاوة على مسدس ناري لا يعمل عيار 07 وقنبلة ت ن ت وكمية كبيرة من الذخيرة من عيارات مختلفة، وأعلم الحكيم مرافقه الصومالي ان جزءا كبيرا من السلاح الذي يتحوز عليه التنظيم قد تم التفطن الى مكان اخفائه من قبل اعوان الامن، وخاصة مستودع المنيهلة.

كما أقرّ المالكي ان رياض اللواتي مكنه من سلاح ناري من نوع فال و19 طلقة وقنبلة يدوية إضافة إلى دراجة نارية وذلك إثر حادثتي سوسة والوردية اللتين تم خلالهما إيقاف مجموعة من قيادات أنصار الشريعة وأخبره انه سينقل أبو بكر الحكيم إلى حي التضامن.

وأكد أن الحزام الناسف الذي تم حجزه في منزل حي النسيم أين تم إيقافه ،إثر مواجهات مسلحة مع قوات الامن، ملكه وكان ينوي استعماله ضد أحد أعوان الأمن في صورة مواجهته له مباشرة لمحاولة ايقافه مبيناً انه بتاريخ 7 فيفري 2014 بدأ التخطيط مع منير الجامعي وعامر السديري على القيام بعملية نوعية تستهدف مركز الامن الوطني ببرج الوزير، وتم الاتفاق على تنفيذه يوم 8 فيفري وتقسيم الأدوار.

وكلف منير الجامعي، حسب اعترافات المالكي، بكشف الطريق عند الوصول وعند العودة فيما تكفل الصومالي هو ورفيقه عامر السديري باستعمال السلاحين الناريين اليكا والفال وذلك بالتمركز بالحديقة العمومية الكائنة قبالة مقر الوحدة الأمنية المذكورة ورمي الرصاص تجاه اعوان الامن وتصفية اكثر عدد منهم، على أن يقترب حينها المدعو بلال العمدوني المتواجد على مقربة من المكان بصدد تصوير اطوار العملية باستعمال هاتفه الجوال.

وأضاف الصومالي ان محمد الناصر الديريدي، الذي قدمه له هيكل بدر على أنه الأمير الجديد لأنصار الشريعة، شدد للمجموعة التي تضم الصومالي وإبراهيم الرياحي المكنى لطفي الجزار ومكرم الرياحي المكنى صالح و كمال القضقاضي وعلي القلعي وعلاء الدين نجاحي، على ضرورة العمل سوياً باعتبارها المجموعة الوحيدة المتبقية من التنظيم وعلى ضرورة القيام بعملية كبيرة.

وكان المقترح هو السيطرة على حي التضامن وعزله بحكم تواجد عدد كبير من أنصار الشريعة هناك واستهداف السجن المدني بالمرناقية من خلال القيام بعملية انتحارية على متن سيارة مفخخة و ذلك باستعمال مادة الأمونيتر.

وأشار الصومالي في اعترافاته إلى انه تم تكليف هيكل بإحضار كميات الامونيتر تحت اشراف محمد الناصر الدريدي، كما وقع تقسيم المجموعة إلى مجموعات التحق بها فيما بعد ايمن البهري، وانه تم اكتراء ثلاثة منازل وتعزيز المجموعات بالأسلحة والذخيرة. وبدأت عملية تحضير المتفجرات بمعية كل من مكرم الرياحي وابراهيم الرياحي.

وفيما يتعلق بعملية رواد، بين أحمد المالكي ان ابراهيم الرياحي اتصل به وأعلمه بوجود مواجهات بين مجموعة رواد الشاطئ و قوات الامن، وبأن الرياحي طلب من مجموعة حي النسيم القدوم لمؤازرة المجموعة في رواد.

وفي هذا الإطار، أوضح الصومالي انه توجه رفقة مكرم الرياحي وابراهيم الرياحي إلى عين المكان مدججين بالاسلحة والذخيرة الا انهم خيروا عدم المشاركة في العملية عندما شاهدوا العدد الهام من قوات الأمن.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.