نور الدين النيفر: هؤلاء من تسببوا في الضربات الانتقامية للارهابيين…

اعتبر الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمن الشامل نور الدين النيفر أن الحرب ضد الارهاب هي حرب من أجل الوجود، مبينا أن كينونة الدولة واستمرارها أمران مرتبطان بالقضاء على ما أسماه بتورا بورا تونس، في إشارة إلى جبل الشعانبي، والتي دامت فيها المواجهات أكثر مما هو محتمل وفق تقديره.

وقال النيفر ، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الخميس 24 أفريل 2014، إن تراخي حكومتي الترويكا في التعامل مع التحركات التي شهدها جبل الشعانبي منذ أكثر من سنة ونصف هو السبب الرئيسي وراء جعله مرتعا للارهابيين وتطور المعارك بينهم وبين المؤسسة الأمنية و العسكرية سواء تلك المسجلة على عين المكان مع جنود الجيش الوطني أو العمليات الأمنية التي شهدتها مناطق متفرقة من المدن التونسية على غرار عمليتي رواد وبرج الوزير وغيرهما.

كما أكد محدثنا أن المواطن التونسي قد يكون سببا في حدوث مثل هذه العمليات من خلال تراخيه في إطلاع الامن بأي تحرك مشبوه، ضاربا في ذلك مثل ما حصل في ولاية صفاقس مؤخرا عندما كاد يتسبب عدم إعلام الجهات الأمنية بتسويغ بيت لعدد من الغرباء بالجهة رغم الشبهات البينة ضدهم حسب تعبيره.

وفي هذا الإطار، أفاد الخبير الأمني نور الدين النيفر أنه رغم تسجيل ارتفاع في نسبة إيفادات المواطنين بخصوص التحركات المريبة لبعض الاشخاص إلا ان الارقام تبقى دون المطلوب، في حين نلاحظ في دول أخرى على غرار سويسرا وأنقلترا والمانيا، أن المواطن يمكن المؤسسة الامنية بـ90% من المعلومات الصحيحة والمفيدة لمكافحة الارهاب والجريمة وحماية الأمن القومي.

وعن إمكانية قيام الارهابيين بضربات انتقامية خاصة بعد اشتداد القصف على أحد معاقلهم الهامة ألا وهو مرتفعات الشعانبي، اعتبر النيفر ان هذا الاحتمال وارد لكنه ضعيف باعتبار أن هذه المجموعات أصيبت بإحباط كبير على خلفية الفشل الذي سجلته سواء في الداخل او الخارج، مشيرا إلى ان إخفاق مشروعهم في سوريا والفوضى التي أصبحت تعم ليبيا، مما سيؤدي حتما إلى تدخل القوى الاجنبية في أقرب الآجال، جميعها عوامل تخلق ضعفا حقيقيا في صفوف هؤلاء.

وتابع بالقول: "العامل الثاني الذي يجعل إمكانية حدوث ضربات انتقامية أو حتى النجاح في القيام بها هو رجوع المؤسسة الأمنية إلى عصيتها وقوتها حيث تحصلت على تجهيزات جديدة… وتبين للجميع الخطر الحالّ والمحدق لتفشي ظاهرة الارهاب في المنطقة وانعكاساته على الامن الاقليمي والقومي وكذلك الاقتصاد والسياحة.. فكل مجال مرتبط بالآخر.. وهو ما أفضى  إلى اتخاذ قرار سياسي حاسم ألا وهو الانتهاء من مشكل الشعانبي مهما كانت التكلفة".

اما في ما يخص ملف الديبلوماسيين المختطفين في ليبيا واتجاه الدولة التونسية نحو تنفيذ عملية تبادل سجناء بينها وبين نظيرتها الليبية في محاولة للافراج عن المحتجزين من قبل مجموعات متطرفة هناك، فلم ير الدكتور نور الدين النيفر مشكلا في ذلك، إلا أنه يعتبر ان حادثتي الاختطاف أساءتا كثيرا للعلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا الامر يعد دخولا في مرحلة تبعات تغلغل الارهاب في دول المنطقة.

وهو ما أدى به إلى القول: "الارهاب عكس الحرب.. فهو لا أخلاقيات له.. فإن كان في الحرب هناك مفهوم "الأسير".. فالارهاب لا يعرف سوى التعذيب والقتل والتنكيل حتى بالجثث".

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.