نقاشات “فيفاك”/ غوص في فيلم بين السماء والأرض لنجوى النجار

 يسرى الشيخاوي

يحدث أن تشاهد فيلما وتأوله على طريقتك وتوجد  إسقاطات وإحالات بينه وبين الواقع وتبحث عن نقاط التقاء بين بعض أحداثه وبين ما عايشته وعلى إيقاع ما علق في ذاكرتك من تفاصيل تحاول أن تفكك شيفرات الفيلم ولكن الأمر يبدو مختلفا حينما يكون الفيلم تحت عصف النقاش في المهرجان الدولي لأفلام الهواة.

في قاعة النقاش تتحدث المخرجة نجوى النجار عن فيلمها بين السماء والأرض وعن أسلوبها في طرح القضية الفلسطينية من زوايا إنسانية وتتواتر أسئلة الحاضرين التي تنبش في التفاصيل.

ولمن لم تتح له الفرصة لمشاهدة الفيلم فهو يروي حياة زوجين يعيشان تحت الاحتلال وتأخذهما دروب الحياة إلى نقطة الانفصال التي استفاصت معها حقائق كانت وسيلة المخرجة لتصور  الوضع غي فلسطين من زاوية أخرى.

"بين السماء والأرض"، هو الروائي الثالث للمخرجة نجوى النجار تسائل فيه الواقع الفلسطيني من حولها وتضع بعض النقاط التي قد تكون دليلا وهديا في رحلة البحث عن أجوبة لأسئلة عالقة منذ سنوات.

على نسق أحداث الفيلم تطرح المخرجة موضوعات كثيرة منها الحب تحت الاحتلال، الحواجز، والانفصال والتهميش  وغيرها من المواضيع التي تشكل ملامح العيش في فلسطين وتطبع دواخل الفلسطينيين.

في الفيلم يقف زوجان على عتبة الانفصال الذي لايكتمل إلا بالسفر إلى مدينة الناصرة لاستكمال إجراءات تستوجب ضرورة تصريحا لعبور الحواجز التي وضعها المحتل للإمعان في إذلال الفلسطينيين.

وفي الطريق نحو الانفصال يسلك الزوجان طريقا يأخذهما إلى دواخلهما ليعيدا اكتشاف ذاتيهما وليتكسر جدار الجليد بينهما ويغدو سيولا موشحة بالحنين والحب والحميمية .

من أحداث حقيقية لزوجين ينشدان الانفصال فيرتطمان بحواجز المستعمر ويسلكان طريقا عنوانها الهامش حملتها إلى مركز الأزمة بينهما وبددتها على إيقاع البحث في ما مضى من حياة والد الزوج التي تتفتح على تأويلات كثيرة.

بعيدا عن الأسلوب التراجيدي والمباشرة تصور المخرجة نجوى النجار ما يعانيه الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال على معتمدة على الكوميديا لترسم الوجع الفلسطيني دون بكائيات على نسق موسيقى تصويرية تغوص في أعماق الشخصيات وخلفيات.

وفي حديثها عن "بين الأرض والسماء"، تقول المخرجة نجوى النجار إن كل فيلم تصنعه بمثابة التجربة بالنسبة لها   وإنها ترفض أن تكون قصص الأفلام في الإطار المفروض من الغرب إذ أن هناك قصص أخرى جديدة بالرواية.

وتفاعلا مع أسئلة الحاضرين، أضافت " من خلال السيناريو قدمت قصة ثانية إلى جانب قصة الزوجين اللذين يواجهان الانفصال، مشيرة إلى أنها تحاول أن تصنع أفلاما تروي حكايات بأكثر من أسلوب ولغة.

وأشارت المخرجة نجوى النجار  إلى أن الفلسطينيين يناضلون من زوايا مختلفة ليظلوا أحياء ويمرروا
القضية جيلا وراء جيل، على حد تعبيرها.


آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.