على رغم التفاهمات النهائية التي توصل إليها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر خلال اليومين الأخيرين مع المسؤولين الأميركيين حول مسودة الاتفاق مع لبنان إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نسف كل التوقعات باقتراب موعد وقف النار في لبنان والتوصل إلى اتفاق.
نتنياهو ادعى أن الظروف الناشئة غير كافية بعد والواقع لايزال يتطلب مزيداً من القتال حتى تستطيع إسرائيل فرض شروط أفضل للاتفاق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي “الأمر الأساس ليس أوراق اتفاق كهذا أو ذاك، وإنما قدرة وإصرار إسرائيل على إحباط أي تهديد من لبنان على أمنها، وبصورة تعيد سكاننا إلى بيوتهم بأمان”، وألمح نتنياهو إلى أن إسرائيل ستصر على المحافظة على حريتها العملياتية في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب في لبنان.
وخلافاً للقاءات سابقة مع الأميركيين، عندما كان يُعقد مؤتمر صحافي مشترك، اكتفى نتنياهو هذه المرة بإصدار بيان من مكتبه حول اللقاء، ذكر فيه أن اللقاء ركز على الترتيبات الأمنية المتعلقة بالساحة الشمالية ولبنان.
وأراد نتنياهو أن يوضح موقفه من الاتفاق بصورة علنية وأمام أوسع قاعدة جماهيرية خلال مراسم تخريج دورة ضباط قتاليين في الجيش، بعد أن أبدت قيادة الجيش والأجهزة الأمنية دعماً لتسوية تؤدي إلى اتفاق يوقف القتال، وأكدت أن الجيش يمكنه وقف العملية البرية في غضون أيام، وهذا ما يرفضه نتنياهو ووزراء “الكابينت” المصغر.
وأثناء مشاركته في مراسم تخريج الضباط، تطرق نتنياهو إلى الوضع الأمني تجاه إيران وغزة وأيضاً لبنان، فقال “بالنسبة إلى الحديث عن تسوية في لبنان، أريد أن أوضح أن الاتفاقات والأوراق والمقترحات (والرقمين) 1559 و1701، كل هذه لها احترامها لكنها ليست الأمر الرئيس، الأساس هو قدرتنا وتصميمنا على فرض الأمن وإحباط الهجمات ضدنا والعمل ضد تسليح أعدائنا بقدر ما هو ضروري على رغم كل الضغوط والقيود، هذا هو الأمر الرئيس”.
وبحسب نتنياهو، فإن “تل أبيب تغيّر وجه الشرق الأوسط لكنها مازالت في خضم العاصفة”، وأكد أنه لا يحدد موعداً لإنهاء الحرب “لكنني أضع أهدافاً واضحة لكسب الحرب وتحقيق النصر”.