1
قسم الأخبار-
كشفت دراسة جديدة عن خطوة هامة نحو لقاح عالمي ضد الإنفلونزا، والذي يمكن أن يحمي ليس فقط من المرض الموسمي، ولكن أيضا من سلالات الجائحة المستقبلية للفيروس.
وأظهر اللقاح الذي يحفز الاستجابة المناعية لمجموعة واسعة من سلالات وأنواع فيروس الإنفلونزا نتائج واعدة خلال أول تجربة إكلينيكية بشرية.
ومن خلال استهداف جزء مختلف من البروتين الفيروسي عن الهدف التقليدي لفيروس الإنفلونزا الموسمية، ابتكر الباحثون لقاحا واسع النطاق تم إعطاؤه لـ 20 متطوعا أمريكيا. وهي دراسة صغيرة ولكن نتائجها تبدو واعدة، حيث أنتج استجابة مناعية قوية يمكن أن تستمر حتى 18 شهرا بعد التلقيح.
وأفاد الباحثون خلال الورقة البحثية التي نُشرت في مجلة Nature Medicine: "تم التوصل إلى التطعيم ليكون آمنا ويؤدي إلى استجابة مناعية واسعة وقوية ودائمة وعملية".
ولطالما كان البحث عن لقاح عالمي ضد الإنفلونزا هدفا للعلماء. ويعني النجاح أنه يمكن استبدال اللقاحات الموسمية العادية بجرعة واحدة. كما أنه من شأنه أن يخفف بشكل كبير من خطر الأوبئة في المستقبل، والتي يسبب الكثير منها فيروسات الإنفلونزا.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن: "الإنفلونزا الموسمية تسبب ما بين 290 ألفا و650 ألف حالة وفاة سنويا على مستوى العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تحدث أوبئة الإنفلونزا على فترات غير منتظمة ويمكن أن تودي بحياة الملايين".
وتستهدف لقاحات الإنفلونزا الحالية جزءا من البروتين المسمى هيماغلوتين، والذي يساعد العامل الممرض على التفاعل ودخول مستقبلات الخلايا، لكن هذا الجزء يتغير باستمرار أو "ينحرف" بمرور الوقت، ما يعني تلاشي حماية اللقاح ووجوب إنشاء لقاحات جديدة بتركيبة مختلفة كل عام.
واستهدفت التجربة الجديدة، التي أجراها فريق دولي من الباحثين، جزءا أكثر استقرارا من البروتين السكري، هيماغلوتين (haemagglutinin)، وأقل عرضة للطفرات.
وقال البروفيسور جون ماكولي، مدير مركز الإنفلونزا العالمي بمعهد فرانسيس كريك، الذي لم يشارك في البحث، إن النتائج كانت واعدة. موضحا: نتائج الدراسة الأمريكية تظهر استجابة مناعية دائمة، لها خصوصية واسعة. ومن المرجح أن يكون هذا النموذج الأولي للقاح مرشحا جيدا للقاح وقائي على نطاق أوسع. وإذا ثبت أن الاستجابة المناعية والحماية واسعة النطاق وطويلة الأمد، فقد يعني ذلك أن لقاحات الإنفلونزا قد لا تحتاج إلى تحديث كل عام".
ووصف فلوريان كرامر، الأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة بكلية الطب في ماونت سيناي في نيويورك وأحد مؤلفي الدراسة، العمل بأنه "خطوة أولى نحو التطوير السريري للقاحات فيروس الإنفلونزا الشاملة".
المصدر: ذي تلغراف