مهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى.. وانطلقت رحلة الإنقاذ..

محمد علي الصغير-
بعد أخذ ورد وطول انتظار يعود مهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى الى مداره الصحيح ليضرب موعدا جديدا مع عشاقه من أبناء المدينة لإحياء فعاليات ثقافية وتراثية وسياحية متنوعة في إطار الدورة الأربعين. 
 
يوم 26 ديسمبر 2021 سيكون يوما مفصليا جديدا في تاريخ هذا المهرجان المتأصل في التاريخ. نعم هو كذلك بما أن هذا المهرجان الذي يمثل القاطرة التي تقود الحراك الثقافي في الجهة سيستأنف نشاطه بعد غياب دام لسنتين بعد مروره بهزّات واضطرابات كادت تعصف بهذا الصرح الثقافي ذي المجد التليد. 
 
فعلاوة على الأزمة الصحية التي أحدثت شللا شبه كلي في المسار الثقافي محليا وجهويا ووطنيا فقد عاش "شيخ" المهرجانات في مدينة القلعة الكبرى منذ مدة على وقع صراعات ومشاحنات حول "شرعية" الاشراف عليه أفضت في النهاية الى بقاء الحال على ما هو عليه خصوصا بعد قدوم الجائحة.
 
ومن حسن الحظ، فإن غيرة بعض شباب الجهة من أبناء جمعية المهرجان وعلى رأسهم الشاب هيثم دردور المنتخب على راس الجمعية خلفا للرئيسة السابقة سامية الوسلاتي، وشروعهم في رحلة انقاذ هذا الصرح الثقافي والحفاظ على استمراريته وضمان ديمومته قد بعثت في نفوس الأهالي وعشاق الفنون بمختلف أنواعها ارتياحا كبيرا وأملا في إعطاء هذا المهرجان ألقا كبيرا ودفعا جديدا نحو التألق والتميز.
 
ولئن تبدو البرمجة الخاصة بهذه الدورة "متواضعة" نسبيا مقارنة بالدورات السابقة حيث سيقتصر المهرجان على خمس عروض محلية منها أربع سهرات موسيقية وعرض مسرحي واحد، فان ما يحسب للقائمين على هذا الحدث الثقافي استماتتهم في وقت قصير جدا في البحث عن مصادر تمويل ودعم للمهرجان رغم ندرتها ومحاولتهم اقناع سلط الاشراف للحصول على بعض العروض المدعومة التي تكون في حجم عراقة مهرجان الزيتونة. 
 
ورغم شح المداخيل وصعوبة الظرف الصحي يبدو أن القائمين على هذه العرس الثقافي ومن بينهم مدير هذه الدورة مهدي شوشان عاقدين العزم على توفير كل شروط النجاح والتميز من خلال ادماج فقرة جديدة تحت عنوان "يوم المربي" وهي مخصصة لتدارس المعضلات والمعيقات التي تعترض الإطار التربوي والتلاميذ. كما أن الهيئة المديرة عبرت وخلال الندوة الصحفية التي عقدتها مؤخرا حرصها على المحافظة على الفقرات القارة مثل اليوم السياحي وعروض الأطفال والأمسية الشعرية والعروض الفلكلورية والمعرض التجاري والفقرات التنشيطية الأخرى المثمنة للتراث المادي واللامادي للجهة. 
 
ولعل الملفت للانتباه أيضا هو عزم ادارة المهرجان الجديدة النهج على منوال الإدارات السابقة في تخصيص حفل الافتتاح لأحد العروض المحلية وذلك بهدف تشجيع المبدعين من أبناء القلعة الكبرى على الانفتاح على الجماهير المحلية ومنهم فرصة الظهور. وعلى ذلك سيتم تخصيص حفل افتتاح هذه الدورة لعرض "نفحات صوفية" بقيادة المبدع جمال حلاوة (26 ديسمبر) فيما سيؤمن الفنان محمد الجبالي حفل الاختتام (30 ديسمبر). أما السهرات المتبقية فستخصص لعرض مرتضى الفتيتي (27 ديسمبر) ودرّة الفورتي (28 ديسمبر) وعرض مسرحي "قلب الرحى" لدليلة المفتاحي (29 ديسمبر). 
 
ولئن كان مهرجان الزيتونة الدولي بالقلعة الكبرى من بين أعرق المهرجانات في بلادنا وهو يكاد يكون الأول الذي كان يحمل لوقت طويل اسم الزيتونة، الا أن ظهور عديد المهرجانات الأخرى الحاملة للاسم نفسه على غرار مهرجان الزيتونة بصفاقس او قصور الساف، أصبح يمثل تحديا كبيرا أمام هذا المهرجان الذي يبقى في حاجة ماسة الى التفاف كل مكونات المشهد الثقافي والجمعياتي وخصوصا رجال الأعمال حوله لدعمه والحفاظ على تفرّده وتميّزه.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.