منجم الجريصة.. حينما يروي الحديد حكاياه (فيديو)

 يسرى الشيخاوي-

من الذكريات التي لن يجد النسيان طريقا إليها، العود إلى مدينة الجريصة ضمن تظاهر سيكا جاز لايف فاكتوري السنة الماضية حيث صدقت موسيقى عرض "سينوج" لبنجامي في أعرق منجم للحديد.

في هذه المدينة سحر لا يعرفه إلا من سكن تحت سمائها أو ملأ راتبه بنسماتها ذات زيارة، هي مدينة صغيرة تجمع بين جمال الطبيعة وسحر المعمار الفرنسي الذي طبع حيا كاملا فيها وأهداها إسم " باريس الصغيرة".

في الطريق إلى المنجم تعترضك البناءات الفرنسية وكنيسة مازالت تقاوم الزمن وتبتسم ملامح حكايات عنوانها الاختلاف والتعايش والتسامح وفيما تلوح تفاصيل "المينا" يتبدى فصل آخر من القصة مغمس بالحنين والذكريات.

كل ركن وكل زاوية في محيط المنجم الممتد في الزمان والمكان يختزن حكايات عمال المناجم بأزيائهم الموحدة وأحذيتهم المتشابهة التي ألف "الحمري" وقعها ويعلمك كيف تكون صلبا  كالحديد وإن كنت تتهاوى من الداخل. 

في يوم من أيام سيكا جاز على إيقاع نسمات رقيقة، مالت الشمس إلى المغيب والقت بهالة من الالوان الممتدة بين البرتقالي والاحمر على المكان وعانقت بقايا المنجم الصامد في وجه النسيان.

بعد وقت مقداره سيل من الحنين والذكريات، صدحت موسيقى "بنجامي" في الأرجاء وتبدّت ملامح عرضه " سينوج" الذي تتماهى فيه الموسيقى الصوفية والالكتروجاز.

وفيما خيوط الليل تغازل بقايا المنجم الشامخ، تتسلل النوتات الثائرة من بين التجاويف وتملأ الأثير حماسة وتسري بين جمهور جذبته الموسيقى فلبى النداء واستسلم لسحر الألحان المتمردة والنسامات العابقة بحكايات عمال المناجم.

هي رحلة محملة بالسحر تبدى بعض منها في صور آواها القلب قبل ان تلتقطها عدسة الكاميرا صورا صارت فيديو انتفى فيه الزمان وتردد فيه صدى ترنيمات قادمة من أعماق المنجم  الذي مازالت معالمه شامخة  تحفظ ملاحم العاملين فيه

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.