299
نظر ت اليوم الإثنين 12 فيفري 2024 هيئة الدائرة الجنائية المتخصصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية مقتل الطالب أحمد العمري والتلميذ الطيب الخماسي قنصا ، وقد ضمت لائحة الاتهام في قضية أحمد العمري خمسة متهمين بينهم الرئيس الراحل بن علي وثلاثة وزراء سابقين وعون أمن وجهت اليهم تهمة القتل العمد مع سابقية القصد طبق أحكام الفصل 201 من المجلة الجزائية.
وبالمناداة على عائلات الضحيتين لم يحضر أي منهم وحضر محامي وطلب من المحكمة التعجيل في اكتمال النصاب القانوني للهيئة حتى تتم المحاكمة.
وبالمناداة على المنسوب لهم الانتهاك لم يحضر أي منهم فقررت المحكمة تأجيل المحاكمة لجلسة 22 أفريل المقبل لانتظار اكتمال النصاب القانوني ولحضور المنسوب لهم الانتهاك.
وكانت المحكمة قد استمعت في جلسات سابقة إلى شهادة الدكتور المنصف حمدون باعتبار أنه من قام بتشريح جثة الضحية والذي أكد صلب شهادته بأنه عاين جثة الضحية واضاف أن تقرير الطب الشرعي كشف أن العمري أصيب بطلق من سلاح ناري لا يمكن تحديده، وأنه كان في مظاهرة موضحا أن الطلقة كانت من الجهة اليمنى ومن فوق إلى أسفل ومن اليمين الى اليسار وان الرصاصة خرجت من الظهر ووجدت في ثيابه كما ان الموت كان ناتج عن نزيف حاد أدى إلى الوفاة موضحا أن الرصاصة سلمت إلى فرقة مكافحة الاجرام.
أطوار القضية..
تعود أطوار هذه القضية إلى شهر ماي 1991 حيث انطلقت سلسلة من الاحتجاجات الطلابية شارك فيها مئات الطلبة من المركب الجامعي بتونس وكلية 9 أفريل وكلية الآداب وكلية الشريعة وقد جوبه هذا التحرك السلمي بالرصاص الحي وأصيب يومها الطالب عادل العماري برصاصة في ساقه وتواصلت يوم 8 ماي التحركات وكان في البرنامج أن تقع الدعوة إلى اجتماع عام إخباري داخل ساحة كلية العلوم بتونس وكانت التعزيزات الأمنية الكبيرة يومها تحسبا لـ”الحدث” لكنّها لم ترهب الطلبة وانعقد الاجتماع العام بكلية العلوم بتونس وفي نفس الوقت بالمدرسة الوطنية للمهندسين وكلية الحقوق حينها فقامت قوات الامن بمحاصرة المركب الجامعي بتونس واقتحامه لمنع الاجتماع وقامت باطلاق الرصاص وكان أوّل المصابين بوبكر القلالي وهو طالب سنة أولى فيزياء على مستوى عينه وقد تم جره وهو ينزف من قبل اعوان الأمن باتجاه مركز الأمن الجامعي فهب الطلبة لإنقاذه وإسعافه وفي الأثناء سقط الطالب عدنان بن سعيد عندما أصيب برصاصة في الساق ثم حصل هجوم آخر من قوات الأمن ليتراجع الطلبة إلى الخلف وقد تعثر أحد الأعوان في جسد عدنان فعاد إليه وأطلق عليه رصاصة قاتلة.
وأما أحمد العمري (أصيل منطقة الفالتة بقلعة سنان بالكاف) فكان من أبرز القياديين الإسلاميين “المطلوبين” لدى «البوليس السياسي» وأحمد العمري هو طالب في السنة النهائية بالمدرسة الوطنية للمهندسين وقد تم «قنصه» خلال الاحتجاجات من قبل عون أمن وجه له رصاصة مباشرة في الصدر أردته قتيلا كما أصيب في ذلك اليوم طلبة آخرون بإصابات متفاوتة وتم شنّ حملة اعتقالات في صفوف الطلبة طالت العشرات في الكليات وخلال مداهمات الأحياء الجامعية وتم تلفيق قضايا ذات صبغة جنائية للطلبة.
واثر وفاة أحمد العمري صدر كتاب بعنوان “مذبحة 8 ماي ربيع الجامعة التونسية” حاول من خلاله رفاق درب الشهيد تدوين تاريخ الاتحاد العام التونسي للطلبة وإبراز طبيعته وأهدافه وتاريخه النضالي ويتضمن الكتاب تقديما للعمل النقابي والعمل السياسي وقراءة في ماضي الحركة النقابية وبناء الاتحاد العام التونسي للطلبة.
وفي الكتاب الذي نسب رفاقه تأليفه للشهيد أحمد العمري تكريما له عرض تحليلي للأحداث الجامعية سنوات 1989 و1990 و1991 كما يتضمن تفصيلا لحصيلة الشهداء والمعتقلين مع ملحق بنصوص وثائق ومواقف تؤرخ لأحداث الجامعة.
أما الشهيد الطيب الخماسي الذي كان يزاول دراسته في الباكالوريا سنة 1990 وكان ينشط في إطار الحركة التلمذية صلب التيار الاسلامي فقد تم قتله من قبل “البوليس السياسي” رميا بالرصاص حيث اصابته رصاصة في القلب بعد أن رصدوه يوزع مناشير لآيات قرآنية بجهة حي الرمانة يوم 7يسمبر 1990.