حقائق أون لاين –
شدد رئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر خلال الكلمة التي ألقاها اليوم الخميس 15 اوت 2019، بقصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة، على ضرورة مواصلة النضال من أجل معالجة الواقع الاجتماعي للمراة التونسية، مذكرا بالمكاسب التي حققتها بفضل مجلة الأحوال الشخصية وما ناضل من أجله الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ومن بعده الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وقال الناصر بالمناسبة: "لكن مع تثمين كل ما تحقق من مكاسب لا بد أن ندرك الطريق مازالت مفتوحة أمامنا من أجل تجسيم تلك الحقوق على أرض الواقع، فالفتاة التونسية مثلا كسبت مراكز التفوق في المدارس وفي الجامعات لكنها لم تحظى في سوق الشغل بالمكانة التي تليق بها، فهي في أول سلم النجاحات وفي أعلى سلم للعاطلين عن العمل، وهذا واقع يتطلب منا جميعا أن نعمل على تغييره".
واعتبر القائم بمهام رئيس الجمهورية أن مبدا المساواة في الأجور الذي جاءت به مجلة الشغل منذ الاستقلال، مازال غير مجسم بالنسبة لفئات كثيرة من العاملات خاصة في القطاع غير المنظم وفي الميدان الفلاحي، مؤكدا ان ظروف المرأة الريفيةمازالت تحتاج لمزيد العناية والتحسين.
ودعا الحكومة في هذا الإطار، أن تواصل مساعيها وجهودها لمعالجة الواقع الاجتماعي للمرأة التونسية بصفة عامة والمرأة العاملة بصفة أخص وأن تعجل بالخصوص في الاجراءات التي جاء بها قانون مقاومة العنف ضد المرأة الذي يحتاج إلى مزيد العمل لتنفيذه وأن يصبح واقعا ملموسا بالنسبة للمرأة، حسب قوله.
وأضاف بالقول: "نحن على اقتناع راسخ بأن التمكين الاقتصادي هو شرط أساسي لدعم مكاسب المرأة في المجتمع ولمكانتها في الأسرة.. واليوم بعد ان نجحت ثورتنا في إزاحة كابوس الاستبداد فإننا في حاجة إلى صياغة عقد اجتماعي جديد كفيل بتكريس قيم وآليات النموذج المجتمعي المدني والديمقراطي والعادل والمتوازن الذي نريده لبلادنا ولا يمكن لهذا العقد الاجتماعي أن يرى النور إلا عبر دعم ومشاركة كل القوى الحية في البلاد ولن يكون ذلك العقد الاجتماعي الجديد فعالا إلا إذا كان للمرأة فيه مكانها الطبيعي".
وحث محمد الناصر نساء تونس اللاتي خاطبهن بـ"حفيدات عليسة" و"بنات بورقيبة" و"أمهات الانسان التونسي" على مواصلة النضال من اجل تحقي بشرت مجلة الأحوال الشخصية بثورة اجتماعية تحررية وبمكاسب تاريخية تليق بهن، قائلا: "أفق الطريق مازالت مفتوحة أمامكن.. جذوركن ثابتة في الأرض وحقوقكن ما تزال تستوجب منا جميعا مزيدا من الجهد والنضال فلا تتوقفن في منتصف الطريق".
