نظرت أمس الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس في قضية تعلقت بهجوم مجموعة ارهابية على دورية أمنية بمنطقة قبلي مما تسبب في استشهاد أحد الاعوان وقررت تأجيل محاكمة المتهمين الى شهر ديسمبر القادم.
وشملت القضية 6 متهمين و5 بحالة سراح ومتهمين اثنين بحالة فرار.
وقد وجهت لكافة المتهمين تهم قتل شخص ومحاولة قتل شخص وإحداث جروح وضرب وغير ذلك من أنواع العنف والإضرار بالممتلكات العامة وبالمرافق العمومية والإنضمام عمدا بأي عنوان داخل تراب الجمهورية وخارجه الى تنظيم ووفاق ارهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية وتلقي تدريبات بأي نوع كان داخل تراب الجمهورية وخارجه بقصد ارتكاب احدى الجرائم الإرهابية وتكوين تنظيم ووفاق إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية..
وكانت الأبحاث في القضية انطلقت بواسطة أعوان الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة والماسة بسلامة التراب الوطني مفاده أنه على الساعة منتصف النهار والنصف تقريبا وردت على مقر منطقة الأمن الوطني بقبلي مكالمة هاتفية من مصالح الحماية المدنية فتوجهت دورية أمنية على عين المكان للإستفسار عن الأمر فتبين أن النقطة القارة التابعة لفوج حفظ النظام بقبلي المتمركزة على مستوى مركز البريد بجنعورة تم استهدافها من قبل عناصر ارهابية وأسفر الهجوم على استشهاد عون أمن يدعى مظفر بن ميلود بن علي وإصابة زميله عون الامن امين بن مبارك الجليلي بطلق ناري على مستوى الكتف وقد تم نقله الى المستشفى الجهوي بقبلي وأجريت عليه عملية جراحية فيما أصيب عون أمن ثالث عرفات بن صالح سليم بحالة هستيرية أما بالنسبة للعناصر الإرهابية فقد تم القضاء على عنصرين منهما تبين أنهما كل من جمال العادل وصابر بن الأزهر حسين وهناك ارهابي ثالث يدعى بدر الدين مصدق تم نقله الى مستشفى قابس اثر تعرضه لإصابات مختلفة.
وقد كشفت الأبحاث أن وفاقا ارهابيا جمع بين المتهمين بدر الدين مصدق والإرهابيين اللذين تم القضاء عليهما كونوا خلية ارهابية بمدينة قبلي تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي عزم عناصرها على القيام بعمليات نوعية تستهدف الوحدات العسكرية والأمنية وخاصة منها الدوريات الأمنية القارة، وبعد لقاءات متعددة بين تلك العناصر والتحدث حول مخططاتها الإرهابية المزمع تنفيذها تمت تزكية الإرهابي صابر بن حسين كأمير على تلك الخلية (بايعت تنظيم داعش الإرهابي) وقام الوفاق الإرهابي بين تلك العناصر على فكرة القتال والتخطيط للإطاحة بالنظام الحاكمة باستعمال قوة السلاح واستهداف اعوان الأمن والجيش.
كما كشفت الأبحاث أن الإرهابي بدر الدين مصدق كان يعقد اجتماعات سرية بمسجد كائن بسوق الأحد بقبلي بمعية الإرهابيين اللذين تم القضاء عليهما في هذه العملية وارهابيين آخراين بحالة فرار وكانوا يتداولون الحديث فيما بينهم وينسقون مع احد المهربين على كيفية السفر الى سوريا والإلتحاق بداعش الإرهابي.
كما كشفت الأبحاث أن الإرهابي بدر الدين مصدق ونظيريه اللذين تم القضاء عليهما وهم كل من جمال العادل وصابر بن حسين صنعوا عبوات ناسفة تمهيدا لإستهداف الوحدات الأمنية والعسكرية،
وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 11 و12 مارس 2017 وأثناء مباشرة دورية أمنية لعملها على مستوى جهة جنعورة بمدينة قبلي هاجمها ثلاثة ارهابيين كانوا على متن دراجتين ناريتين حيث تعمد أحد العناصر الإرهابية طعن عون أمن تابع للدورية على مستوى قلبه بواسطة سكين كبير الحجم مما أدى إلى وفاته ثم باغت الإرهابيون الثلاثة أعوان الدورية واصابوا أحد الأعوان بواسطة سكين ثم لم يكتفوا بذلك بل أطلقوا النار على عون أمن ثالث كان على متن السيارة الأمنية ولكنه نجح في الفرار.