ما بقي من لقاءي الكاميرون والمغرب: منتخب كثير العيوب.. الدفاع مثقوب.. وثلاثي جديد في المستوى المطلوب

 بتكبده لهزيمة جديدة يكون المنتخب الوطني التونسي قد أنهى أيام "الفيفا" على نفس الصفحة التي خطت بها "سقطة" بوركينا فاسو في كأس أمم إفريقيا الأخيرة..
 الخيبة ذاتها.. والفشل واحد.. والعيوب كما هي.. وحتى المؤشر الايجابي والأمل الوحيد الذي استشف بعد "الكان" الأخيرة والحديث عن الشق الهجومي فقد اضمحل ليخيب الأمل.


 النسور فشلوا في المحافظة على الوجه الذي ظهروا به في الدور الأول من "الكان" ليعود لعزف اسطوانة الخيبة والأحزان بعد فاصل ممتع لا يزال يشد إليه الأذهان..
 النتيجة كانت حمالة أوجه عديدة لعل من بينها مزيد اتساع الهوة بين المنتخب وجماهيره والدرس جاء من معقل المنتخب في المنستير حينما هجرت جماهير بن جنات المنتخب في آخر لقاء أمام الكاميرون بعد أن كانت نصيره الوحيد إلى وقت ليس ببعيد.
دون المطلوب

 منتخب هجومي يفرض سلطانه على الخصوم ويكون متسيد الملعب مهما كان اسم المنافس.. هذا أبرز استنتاج غادر به أحباء المنتخب الدور الأول لـ"كان" الغابون قبل أن تأتي مباراة بوركينا فاسو لتمحو هذه الصورة الجميلة وتعيد الجميع إلى واقع كرهناه وأفقدنا الثقة في المنتخب.

ومع مواجهة منتخب الكاميرون كان الجميع يأمل أن يصحو المنتخب ويستعيد توازنه ونسيان خيبة بوركينا فاسو لكن النتيجة ظلت على حالها.. هزيمة جديدة ومردود محير..
 وفي مواجهة المغرب ليلة أمس الأول تكرر المشهد وكان أكثر سوداوية ومن حسن حظ المنتخب الوطني أن المرمى كان تحت حراسة مشددة من فاروق بن مصطفى الذي استجاب لدعوات يوسف الشاهد و"وقف لتونس" في وقت تساقط فيه بقية زملائه وفي مختلف الخطوط.

الاستثمار في النجاح والفشل
مباراة مراكش كانت حوارا مليئا بالمقارنات والأرقام بين منتخبين غادرا "الكان" من بوابة ربع النهائي.
 المنتخب المغربي استثمر في نجاحاته على محدوديتها في "الكان" وعلى نقيضه استثمر النسور في الفشل هو ما ترجمته سيرورة المواجهة ومحصلتها..
 المغاربة عدّوا بلوغهم ربع النهائي تتويجا لعمل مدرب ليقوموا بتثبيته على ضوء ما تحقق في حين لم تقم الجامعة التونسية بأي تقييم بل أن المكتب الجامعي الموقر لم يجتمع ولو في مناسبة من أجل النظر في تجربة "الكان" الأخيرة.

النتيجة كانت واضحة فالمنتخب استعاد وجهه الشاحب وعاد ليظهر مهتزا وبلا مخالب ليسقط في مناسبتين متتاليتين أمام منتخبين سنواجه اثنين مشابهين لهما بين تصفيات "الكان" (مصر) وكأس العالم (الكونغو الديمقراطية).

دفاع مثقوب
دفع مدافع فالنسيا الاسباني أيمن عبد النور فاتورة الدفاع المهزوز للمنتخب فقد كان الانتقادات مقتصرة عليه في وقت لا يكمن العيب فيه بالأساس..
عيب عبد النور أنه لم يرفض المنتخب رغم أنه عائد من إصابة ولم يتدرب لنحو شهر فكان مردوده الكارثي الشجرة التي تحجب الغابة..
 ضعف الخط الخلفي يجمع بين الأداء الفردي والمنظومة الجماعية ذلك أن التنشيط الدفاعي للنسور ظل ضعيفا وهو ما يتحمل مسؤوليته الإطار الفني بالأساس..
 وبعد معاينات يمكن التأكيد أيضا أن مدافع "كان" الفرنسي صيام بن يوسف يمثل أيضا جزءا من الإشكال فهو مدافع ثقيل ولا يتمتع بالسرعة بالإضافة إلى أنه لا يحسن الخروج بالكرة..
 بن يوسف وعبد النور شكلا محور دفاع المنتخب لفترات طويلة لكنهما لم يوفقا في أغلب الأحيان وهو ما يطرح عدة نقاط استفهام حول استمرار منحهما الثقة خصوصا أن محمد علي اليعقوبي كان ناجعا كلما تم التعويل عليه.

المجاملات والمحاباة
 أحد أبرز عيوب المنتخب الوطني التونسي التي تجعله بعيدا عن رضا الجمهور هو أسلوب اختيار القائمة الخاصة بالمباريات وأيضا الدورات فعدة لاعبين تم استبعادهم لفسح المجال لأسماء أخرى أقل قيمة.

الأمثلة في هذا السياق عديدة لكننا سنقتصر فقط على اثنين فبن مصطفى مثلا استحق المشاركة في "الكان" على حساب بن شريفية وهو ما أثبته يوم أمس تماما كما هو الحال مع الحدادي وكشك.
وبعد "الكان" استبعد ساسي وخليفة والجريدي والجمل دون أية تبريرات موضوعية أو فنية من شأنها أن تحول دونهم والمنتخب بل أن الناخب الوطني هنري كاسبارجاك اتصل بالمبعدين ليعلمهم أن القرار لم يكن بيديه؟

 إذا فإن الظلم والمحاباة هي من بين الأسباب التي ساهمت في فشل النسور وطالما استمر الوضع على ما هو عليه فلن يكون هناك نجاحات أبدا.

نقاط مضيئة

لم تكن حصيلة مواجهتي الكاميرون والمغرب سلبية في الإجمال فبعض الأسماء برزت بشكل قد يجعل تواصل توجيه الدعوة إليها ضرورة قد يستفيد منها المنتخب..
 متوسط ميدان تشيزينا الايطالي كريم العريبي والمدافع ديلان برون وإدريس المحيرصي ثلاثي قدم المطلوب وسيكون مكسبا للمنتخب في قادم المواعيد..
 ولئن كان نجاح المحيرصي منتظرا باعتبار أن الجمهور الرياضي يعرفه جيدا لسنوات مع الترجي الرياضي فإن العريبي يعد قيمة ثابتة وبمزيد التعود بالأجواء سيمثل مكسبا للنسور دون شك..

 أما ديلان برون فقد فاجأ الكثيرين حيث يمتاز بالسرعة وحسن قراءة اللعب وخاصة الخروج السليم بالكرة وبتتالي الدعوات قد يكون مستواه أفضل خصوصا مع التعود على بقية زملائه في الخط الخلفي..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.