“لحن الثورة”.. حينما يحتفي الفن بالثورة التونسية

 يسرى الشيخاوي-

 
في الوقت الذي ما انفكّت بعض الأصوات تشكّك في الثورة التونسية وتحطّ من شأنها، ارتأت الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الاسود أن تحتفي بذكراها الثماني بعرض بعنوان " لحن الثورة"، ومن قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة انبعثت الألحان محاكية أصوات المتظارهين وهتافات الثوار التواقين إلى الحرّية.
 
في "لحن الثورة"، تماهت النوتات التي خلقها عازفو الفرقة الوطنية للموسيقى مع أصوات الفنانين ليلى حجيج وأحمد الرباعي وأصوات الكورال الذي تم اختيار أفراده خصّيصا لعرض لحن الثورة، فكانت صورتهم على الركح متناغمة، صورة حضرت فيها المرأة والرجل وتغنوّا بتونس.
 
واختيار فنانة وفنان شاب للغناء على وقع لحن الثورة ليس اعتباطيا، فالثورة أنثى والحرّية أنثى والكرامة أنثى، والثورة انفجرت نتيجة حالة الحن والقهر في صفوف عدد من الشباب الذين عانوا من آفة البطالة والتهميش، فكان عرض "لحن الثورة" تمثّلا للثورة والحلم في التغيير.
 
نساء بفساتين سوداء وورود حمراء كلون دماء الشهداء التي سالت خلال الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها في 17 ديسمبر 2010، ورجال ببدلات سوداء وقمصان بيضاء، كورال وقف في نهاية الركح  ليغني لتونس في اليوم الذي ارتبط في ذاكرة التونسيين برحيل زين العابدين بن علي من تونس.
 
"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" غنّت ليلى حجيج بصوت المخملي، احتفت بإرادة الشعب التونسي وبقدرته على التغيير وتشبثه بالأمل رغم الانتكاسات، صدحت بصوتها كما صدح آلاف التونسيين ذات ثورة " من لا يحب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر".
 
وليلى حجيج الفنانة التونسية الملتزمة بقضايا الوطن والمؤمنة بان الثورة التونسية متواصلة، بعثت رئاسل الامل على الركح وتغنّت بالمرأة التونسية التي اعتبرتها منقذة للبلاد وتغنّت بتونس الحب والكرامة والعدالة وتغنّت بالشباب في شخص "أحمد الرباعي الذي شاركته غناء "بتونس شعب" للطفي بوشناق
 
وأحمد الرباعي فنان تونسي شاب شغوف بالموسيقى ويتمتع بخامة صوتية تلفت الانتباه، احتفى هو الآخر بالثورة التونسية وبالشعب التونسي الذي رفع شعار " نعم للتغيير" ، وغنّى بصوته الذي اختزل أصوات آلاف الشباب المنادين بالحرية والكرامة.
 
وبين "إرادة الحياة" و"نشيد الثورة" و"قسما بسحر عيونك الخضر" و"يا بوسعيد يا عالي" و"الله الله يا تونس" و"تراب بلادك" و"بتونس شعب" و"تبعني نبنيو الدنيا زينة"، بدت تونس حالمة حبلى بالأمل والحلم وقادرة على المضي قدما في التغيير الذي لاحت بوادره منذ 8 سنوات.
 
وغنّت ليلى حجيج "تبعني نبنيو الدنيا زينة"، فأطربت الجمهور الذي تفاعل معاها تصفيقا وتمايلا، ومن عسانا نتبع لنبني تونس زينة، ربّما يتوجّب علينا تحسّس أنفاس الثورة في الأرجاء لنواصل تحقيق بقية الحلم.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.