كورونا التي غيّرت معنى الصفر..

 يسرى الشيخاوي- 

 الصفر هو ذلك الكابوس الذي يلاحق التلاميذ والطلبة سنوات الدراسة، وهو الصفة التي تقترن بالسياسيين بعد خسارتهم في الانتخابات، وهو تعبير عن الفشل والهزيمة وخلو الوفاض ماذيا ومعنويا، ومنه جاءت عبارة صفر اليدين أي يد فارغة وأخرى لا شيء فيها.

ولكن يبدو أنّ جائحة كورونا التي غيّرت الكثير من العادات وأقعد الأناس عن أعمالهم وحدّت من حرّياتهم، جاءت أيضا لتخلق معنى جديدا للصفر، معنى مشحونا بأمائر الفرح والغبطة والنصر على عدوّ غير مرئي.

هي المرّة الأولى التي تعلن فيها وزارة الصحة عن صفر إصابة جديدة منذ تفشي الوباء في تونس، وذلك من شأنه أن يرفع من منسوب الأمل في تجاوز الجائحة بأخف الأضرار وسط مؤشرات إيجابية يحملها ارتفاع حالات الشفاء.

وفي الفضاء الافتراضي، هلل التونسيون بالصفر وأقاموا "الاحتفالات" في تدويناتهم، وكان الصفر بمثابة بارقة الأمل التي اشرأبت لها كل الأعناق وصارت حديث الكل بعد أن لفت السوداوية الواقع وغزته أخبار الإصابات بالفيروس المحلية منها والدولية.

صفر إصابة وسبعمائة حالة شفاء من كورونا، أنباء مفرحة خاصة وأن الحجر الصحّي الشامل لا يعدو أن يكون كذبة في بعض المناطق التي كان فيها الاستهتار عنوان التعامل مع الجائحة حيث لا التزام بإجراءات وقائية ولا تباعد جسدي.

ويظهر أن قدر الصفر أن يعود إلى حاله الاوّل في تونس إذ أفضت بعض الصور المتداولة من أمام بعض محلات بيع الملابس الجاهزة إلى الحديث عن "صفر حالة وعي" وسط حالة من الاكتظاظ تضرب بعرض الحائط إجراءات الوقاية.

ومن "صفر" إصابات إلى "صفر" حالة وعي يتأرجح منسوب أمل التونسيين في تخطّي الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية السابقة لكورونا دون تخوّف من احتمال الإصابة أو تفشي العدوى بطريقة تؤزّم الوضع.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.