كلٌ يغني على ليلاه: النداء يستنجد برئيس الحكومة.. والشاهد يستغيث بالحملة الانتخابية

بسام حمدي –

على درب “سيّده” في الحكم، أطلّ الحاكم يوسف الشاهد على رعيته متقمّصا دور المحارب الحزبي المدافع عن أسس عائلته الأم التي ولدته زمن الانشقاق وفوّضته فيما بعد لرئاسة الحكومة تاركا وراءه مشاغل الرواتب والمعيشة والتدريس والفقر والجوع ليثبت نفسه داخل العائلة الندائية.

رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أطل في صور مشابهة لصور السبسي مجندا لخدمة نداء تونس وفي كفه راية النداء وحب البقاء، بقاء في الحزب بخدمته في الحملة الانتخابية، وبقاء على رأس الحكومة بتزكية حزبه الذي تخلى عنه طيلة الفترة الماضية وسحب من تحته البساط ودعّم فكرة تغييره.

اطلالات الشاهد الحزبية في عدة جهات وآخرها اطلالته أمس الثلاثاء في ولاية المنستير، ظنها أفراد رعيته اطلالة ذات أبعاد تنموية لكنهم اكتشفوا كونها عملا حزبيا يمارسه ابن العائلة الندائية في يوم عطلته، وكل هذه الاطلالات استغل فيها نداء تونس القبول الشعبي الذي يلقاه رئيس الحكومة.

نداء تونس استنجد بالشاهد في الحملة الانتخابية، والشاهد استنجد بالحملة الانتخابية لنداء تونس وكلاهما يخطط ويرسم مشاريع سياسية لتحقيق الأهداف المنشودة وكل ذلك تحت راية حب السلطة والمناصب.

نداء تونس استنجد برئيس الحكومة يوسف الشاهد في حملته الانتخابية لمقارعة الحملة الانتخابية لحركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي، بعد ان اكتشف أنه لم يعد يكتسب قياديا قادرا على التعبئة الجماهيرية فخير هذا الحزب أن ينزل الشاهد بثقله السياسي ووزنه السلطوي في الشارع لقيادة الحملة الانتخابية ولمنافسة حملة الغنوشي.

وربما يكشف استنجاد حركة نداء تونس بيوسف الشاهد افتقادها للقادة الذين يتقنون التواصل بعد أن فشل المنتدب الحديث برهان بسيس في الاقناع رغم فصاحته، فما كان من هذا الحزب الا أن يستقوي بصاحب الطليعة في الباروماتر السياسي الذي حددته معظم استطلاعات الرأي.

الشاهد استنجد بالحملة الانتخابية للارتماء في أحضان الحزب من جديد وارضاء زعيم النداء الحالي السبسي الابن ولم يفوّت الفرصة ليعلن في تصريح اعلامي كونه غير مستقل رغم أنه كان آنذاك في نشاط حكومي وكل ذلك لتجنب سيناريو “التمرميد” الذي لاقاه سلفه الحبيب الصيد فجنّد نفسه لتطبيق مقولة ” ناقفو لنداء تونس” والحال أن الملفات التي تطرح على طاولته في قصر الحكومة بالقصبة قد لا تفسح له المجال حتى للخلود الى النوم لو نظرنا الى كثرتها.

التداخل بين العمل الحزبي والحكومي، ليس بجديد عن زعماء المشهد السياسي في تونس، لكنه في هذه المرة استبد بقادة النداء فتداخلت الادارة في الحملات الانتخابية وكل ذلك تحت أنظار البرلمان الذي غادره نوابه لقيامهم هم الآخرون بالحملات الانتخابية لأحزابهم.

وقد يكون الشاهد قد حمى نفسه من الحرج القانوني وكان الداعية الحزبية للنداء دون استعمال أعوان أو وسائل السلطة العمومية والموارد العمومية في حملة القائمات المترشحة للتجنب المس من فصول المنشور الذي أصدره وينص على التزام الإدارة بواجب الحياد في الانتخابات البلدية، لكن المؤكد أن الحزب استغل صفة رئيس الحكومة وجماهيريته في الحملة ووظفها للعمل الحزبي.

النداء والشاهد، كل يغني على ليلاه، الأول يستغل صفة رئيس حكومة في عمل حزبي، والآخر يستغيث بالحملة الانتخابية لتكون القاطرة التي تعيده الى مؤسسات حزبه لضمان البقاء على رأس مؤسسات الدولة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.