فيديو/ “عقاب جواب”.. مذكّرات تبحث عن طريقها إلى الله

 يسرى الشيخاوي- 

على ركح فضاء فستيف-آر، كان عرض مسرحية "عقاب جواب" للمخرج محمد علي سعيد في الاحتفاؤ باليوم العالمي للمسرح وبافتتاح الفضاء الثقافي الجديد، مسرحية يتماهى فيها الفني والإنساني والوجودي وتتشابك فيها علاقة الإنسان بنفسه حتى تصبح مراسلة الله أمرا محتوما.

اقتباسا عن الكاتب الفرنسي ايريك ايمانوال شميث، نسج المخرج تفاصيل نص ملغوم بالترميز، قاطع مع المباشرتية وموغل في مخاطبة العاطفة والعقل على حد سواء، فذ يثير الفوضى في مشاعرك ويدعوك إلى التفكير والتفكّر.

هي فكرة الهرب من الفناء تؤجج الأحداث في المسرحية وتستثير التناقض والتضاد بين تجليات الحياة والموت وتسائل معنى الوجود المهدد بعدم لا حصر له ولانهاية وتعري مكامن الضعف والوهن.

وعلى ايقاع ملاحقة خيوط الامل المبعثرة، يحتل حضو الممثلين ناجي قنواتي وحمودة بن حسين ومريم قبودي الركح وهم يترجمون معاناة مريض نخر السرطان جسده ولكن روحه ظلت تواقة إلى الحياة.

وحينما انعدمت حلول الطب، برقت فكرة مراسلة الله في أفق الفناء، فكرة جريئة تنطوي على بعد صوفي وتعطي معنى جديدا لعلاقة الإنسان بالله، فكرة تثير أسئلة كثيرة عن المغزى من كتابة الرسائل إلى الله، وعن طريقة كتابتها.

قد يبدو الأمر سورياليا للحظة ولكن في الواقع يكتب الجميع رسائل إلى الله، كل بطريقته ولكن ما يعجز الإنساني عن الإفصاح به يفصح به الفني وسط هالة من الجمالية والفلسفة التي تمكنك من النظر إلى أقكارك من زاوية أخرى.. 

وبين كل الرسائل التي تتهاطل عليك في "فستيف-آر"، لا خيار لديك إلا الابتسام في وجه تلك الإرادة التي جعلت الصعب ممكنا وزرعت في قلب الخواء الثقافي في منطقة سيدي حسين الجيارة فضاء يعبق بالثقافة والفنون ومتنفسا يهرع إليه الباحثون عن الامل.

وفيما يلي فيديو يعرض بعض المشاهد من المسرحية: 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.