في ليالي رمضان : “من المغرب إلى المشرق”

 رشاد الصالحي-

عرض "من المغرب إلى المشرق" للأستاذة والباحثة الموسيقية حنان عبيد طوّعت فيه "المالوف" للمألوف  ومزجت فيه الموسيقى الاندلسية بالموشحات الشرقية، سيكون ابتداء من شهر رمضان القادم  بتقديم وصلة الإصبعين، وصلة البياتي، وصلة الماية، وصلة المحير عراق، وصلة النهوند، وصلة السيكاه وستكون مرفوقة بتخت متكون من خيرة العازفين على الساحة الموسيقية لتقديم مادة موسيقية تروق لعشاق السهر والنغم في ليالي رمضان المعظم.

وأكّدت عبيد لجقائق أون لاين أن الموسيقى الأندلسية مصطلح يطلق على الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي بقسميه الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية نشأت بالأندلس وارتبطت في بعض الأحيان بالمدائح، وهو لا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي، ولم يمتد هذا اللون إلى مصر وبلاد الشام، لكنه استقر ببلاد المغرب العربي، وفق قولها.

وقالت إن الموروث الغنائي بنصوصه الأدبية، وأوزانه الإيقاعية، ومقاماته الموسيقية التي ورثتها بلدان الشمال الأفريقي عن الأندلس، وطورتها، وهذبتها، وتتكون مادتها النظمية من الشعر والموشحات والآزجال، مع ما أضيف لها من إضافات لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع، وما استعاروه من نصوص والحان مشرقية. وتعتبر النوبة أهم قالب في الموسيقى الأندلسية.

وتختلف أسماء هذا الفن من منطقة إلى أخرى فهو الآلة في المغرب، والطرب الغرناطي في كل من وجدة وسلا وتلمسان ونواحي غرب الجزائر، والصنعة في العاصمة الجزائرية، والمالوف في الشرق الجزائري، تونس وليبيا. ولكن هذه الأصناف كلها بأسمائها المختلفة، والغرناطي والمالوف ترجع إلي أصول واحدة أي الموسيقي الأندلسية التي نشأت في المجتمع الأندلسي، وفق قول حنان عبيد.

وذكرت أن النوبات تؤدى عادة بمجموعات موسيقية مصغّرة شبيهة بالتخت الشرقي وهي تضم آلات وترية كالعود والكمنجة وأحيانا القانون والرباب وآلة نفخية كالناي آلات إيقاع كالنغرات والطار أو البندير (أي الدف أيضا) والدربوكة والرق.

وأفادت الأستاذة والباحثة الموسيقية حنان عبيد أن الأشعار المتغنى بها في فن الموسيقى الأندلسية وهي محفوظة في كتاب يجمعها كلها يسمى الديوان. 

وأشارت إلى أن النوبة هو الاسم الذي يطلق على تجزيئات الديوان الكبرى، عدد النوبات حاليا بالمغرب هو 11 نوبة، أما في الأصل فقد كانت هناك 24 نوبة بعدد ساعات اليوم حيث توافق كل نوبة ساعة من ساعات اليوم ولا تغنى النوبة إلا في تلك الساعة الموافقة لها.

 أما عن الموشحات بالإضافة إلى الجمع بين الفصحى والعامية، قالت عبيد الموشحات تميزت بتحرير الوزن والقافية وتوشيح، أي ترصيع، أبياتها بفنون صناعة النظم المختلفة من تقابل وتناظر واستعراض أوزان وقوافى جديدة تكسر ملل القصائد، وتبع ذلك أن تلحينها جاء أيضا مغايرا لتلحين القصيدة، فاللحن ينطوى على تغيرات الهدف منها الإكثار من التشكيل والتلوين، ويمكن تلحين الموشح على أي وزن موسيقى لكن عرفت لها موازين خاصة غير معتادة في القصائد وأشكال الغناء الأخرى.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.