في اليوم العالمي للمتاحف: تونس تنتظر “القرار السياسي” لاعادة فتح متحف باردو

يحتفل العالم الخميس 18 ماي 2023، باليوم العالمي للمتاحف، ويكون الدخول مجانيّا، في هذا اليوم لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة والمتاحف في تونس، باستثناء المتحف الوطني بباردو الموصدة أبوابه بـ"قرار سياسي" منذ 25 جويلية 2021، والعبارة للمدير السابق للمعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ.

ما يزال المتحف مغلقا في وجه زواره من التلاميذ والطلبة والسياح والباحثين وغيرهم، رغم انتفاء دوافع غلقه التي ولئن تفهمها البعض في البداية، بدت الآن دون وجاهة أو منطق يقبلها.

وأسباب غلق متحف باردو كانت أمنيّة بالأساس، أُغلق المتحف ليلة إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد عن الاجراءات الاستثنائية التي شملت تجميد اختصاصات مجلس نواب الشعب وغلقه ورفع الحصانة عن جميع نوابه، وإقالة رئيس الحكومة، إلى جانب عدة اجراءات أخرى، تهدف إلى الحفاظ على الدولة من "خطر داهم"، وفق توصيف الرئيس.

وبتاريخ 8 مارس 2023، أكّدت مصادر متطابقة، من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث لحقائق أون لاين، أن المتحف سيفتح أبوابه قريبا جدّا وأن استعدادات حثيثة تتضمن الترميم واعادة التهيئة تجري لإعادة فتحه، وجاءت هذه التصريحات على هامش زيارة للصحفيين يومها لموقعي شمتو وبلاريجيا بجندوبة.

وحاولت حقائق أون لاين الاتصال بمديرة المتحف فاطمة نايت ايغيل لمعرفة تاريخ إعادة فتح المتحف خاصة مع أنه تم الاعلان عن  قرب ذلك، إلا أنه لم نتمكن بالظفر بأي ردّ، كما أن مصادر من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية نفت علمها بتاريخ إعادة الفتح، وهو ما يشير إلى أن "القرار السياسي" لم يصدر بعد.

وفي تعليق سابق لمدير المعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ (الذي استقال من منصبه)، قال لحقائق أون لاين، إن أسبابا سياسية تقف وراء غلق المتحف وتتجاوز المعهد، مضيفا أن الهدف الأساسي هو غلق مجلس النواب وليس متحف باردو، لكن ولأن المقر مشترك بينهما تم غلق المتحف لأسباب أمنية. 

وأضاف بأن "الحلول موجودة للخروج من هذا الاشكال وفتح المتحف من جديد، إذ أن منافذ المتحف عديدة ويمكن الاقتصار على منفذ وحيد للولوج إليه، كما أنه يمكن العمل على الفصل النهائي بين مقر المتحف ومقر البرلمان بجدار وهو أمر ممكن جدّا"، وأشار إلى أنه ليست المرة الاولى التي يتم فيها غلق المتحف عندما يكون الأمر مرتبطا بالبرلمان، فعند زيارة رؤساء أو شخصيات رسمية يتم غلق المتحف.

ووفق ما استقته حقائق أون لاين من معطيات، فإن الخسائر التي تكبدتها وزارة الثقافة من جرّاء اغلاق المتحف تعدّ بالمليارات، فهو المموّل الرئيسي لميزانية وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، (إضافة إلى قصر الجم والموقع الأثري بقرطاج)، وذلك بنسبة تصل إلى حوالي 70 بالمائة، ويمكن وصفه بالشريان الحيوي بالنسبة للمعهد الوطني للتراث، حيث أن له صيتا عالميّا ويعتبر من المتاحف التقليدية التي يسعى السائح لزيارتها كلما حلّ بتونس، فضلا عن التلاميذ والطلبة والباحثين، وعائداته المالية مهمّة مقارنة ببقية المتاحف والمواقع الأثرية في البلاد.

ويعدّ المتحف الوطنيّ بباردو الذي بُني بنمط معماري تونسي أندلسي، أكبر متحف في تونس ومن أشهر المتاحف في العالم وأقدمها، إذ ينفرد المتحف بكنوز أثرية لتماثيل ولوحات فسيفسائية، تعكس تعاقب الحضارات على تونس، تجاوزت 4 آلاف قطعة، اضافة إلى أنه يضمّ أكبر تشكيلة فسيفسياء في العالم (5 آلاف متر مربع من الفسيفساء البيزنطية والرومانية)، وهي مجموعة فسيفسائية نادرة اكسبت المتحف المصنف منذ سنة 1985 ضمن قائمة التراث العالمي، شهرة عالمية.

وخضع متحف باردو لترميمات في 2012 وباغته هجوم إرهابي بعدها بثلاث سنوات، والذي زاد في ذياع صيته في العالم، مما جعله القبلة الأولى للسياح عند زيارتهم لتونس، لكن ذلك غير ممكن الآن فـ"القرار السياسي" لم يصدر بعد..
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.