في استبعاد الترجي لبن يحيى: إقالة على الطريقة الإقطاعية.. وإهانة متواصلة لأبناء الجمعية؟

بدا خالد بن يحيى مساء أمس واثقا وهو يقود الحصة التدريبية الأولى لهذا الأسبوع فصرح للحضور أنه يثق في مواصلته قيادة الأحمر والأصفر للفترة القادمة بل مضى يؤكد أن عراقة الترجي الرياضي لا تسمح بإقالته دون علمه وأن الفريق الذي سيبلغ قرنا من الزمن في غضون 4 سنوات لا يقدم على إجراء تغيير على رأس الإطار الفني دون إطلاعه على الأمر أو الاجتماع به..

ثقة المدرب لم تكن أبدا نفسها في صدر رئيس الترجي الرياضي حمدي المدب الذي فعّل ليلة أمس قرارا سبق أن اتخذ منذ أيام وذلك بتنصيب البرتغالي جوزي ديمورايس عوضا عنه على رأس المقاليد الفنية للأحمر والأصفر..

الإقالة أمر مفروغ منه في عالم كرة القدم فهي مصير كل مدرب لا تسايره النتائج أو لا يلقى عمله هوى في نفوس المسؤولين لكن ما حدث مع بن يحيى تجاوز كل حدود اللياقة و"الايتيكيت" ليصل الأمر إلى درجة الإهانة..

بن يحيى لم يكن غافلا عمّا يدبّر في كواليس الفريق وتحديدا منذ حلول ركب زياد التلمساني وعبد الكريم بوشوشة فقد استشعر حدوث تغيير مماثل وظل في كل مناسبة يستفسر عن مصيره ليجد في كل مرة نفس التأكيد عن كونه ثابتا لن يتغير..

مدرب الترجي لم يكن على تواصل مع الثنائي الوافد على الفريق في منتصف الموسم بل كان مرجع نظره رئيس القطب الرياضي والمالي الشادلي بن سليمان أو رياض عزيز المنسق العام لصنف الأكابر وكلاهما كان يبلغه ثقة المدب في عمله في وقت أن الأمر الوحيد المؤكد هو إقالته؟

وصول خوزي ديمورايس إلى تونس منذ ليلة الجمعة وتداول الخبر إعلاميا لم يغب عن خالد بن يحيى الذي عاد ليستفسر عن خبر إقالته بعد مباراة سليمان الودية فوجد نفس الإجابة بأنه ثابت في موقعه وأن ما يروج إعلاميا ليس إلا مجرد إشاعات الأمر الذي يفسر تحوله مساء أمس إلى الملعب الفرعي لأولمبي المنزه لقيادة الحصة التدريبية..

"كرول تونس" عرف نفس مصير "كرول الهولندي" ذلك أنهما أقيلا بالطريقة عينها أي عبر وسائل الإعلام.. والحقيقة أن ما عرفه بن يحيى هو امتداد لفلسفة باتت متجذرة في الفريق خلال السنوات الأخيرة وعانى منها العديد من الفنيين..

من حق حمدي المدب ومن معه أن يقيلوا بن يحيى والأسباب قد لا تهمنا بقدر ما يعنينا الشكل فنادي باب سويقة فريق عريق ومن المفترض أن ما يصدر عنه أو عن مسؤوليه من مواقف وقرارات يجب أن يراعي هذه العراقة وهنا بكل أسف لا تمت عملية إقالة بن يحيى إلى هذه العراقة بأي شكل من الأشكال..

الترجي استعمل طيلة سنة تقريبا 6 مدربين هم اسكندر القصري وماهر الكنزاري وديسابر في مناسبتين ورود كرول وخالد بن يحيى وجميعهم غادروا الفريق من ثقب الباب لكن في خضم هذه التغييرات المتعاقبة يحق لنا أن نتساءل هل أن العيب في المدربين أم في الذين أشرفوا على اختيارهم؟

الحقيقة أن الطريقة التي تمت بها الإقالات لا تمتّ للاحترافية بشيء بل هي أقرب لمنطق الإقطاعي والتابع حيث لا يرد للمالك قرار أو أمر رغم أن الترجي الرياضي لم يكن يوما "قطيعة" لأحد حتى يديره بهذا الشكل المهين..

الغريب أيضا في الموضوع أن بن يحيى هو أحد أبناء الدار لكن مع ذلك لم يقع احترام هذا "الرابط" كما كان الشأن في وقت سابق مع معلول أو الكنزاري أو القصري وكأن الترجي صار عدوا لأبنائه ومتربصا بهم..

الطريقة التي تدار بها الأمور في حديقة المرحوم حسان بلخوجة لا تشير إلى أن هناك أبعاد إصلاحية على المستويين المتوسط والبعيد فيما يتأكد يوما بعد آخر أن هناك قرارا راديكاليا يطبخ على مهل ليس أدناه إلا رحيل حمدي المدب.. وذاك لنا فيه ما نقول في مقالات لاحقة..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.