“فني رغما عني” تخلق “موفما” في مرناق

 يسرى الشيخاوي-

"فني رغما عني" مجموعة فنية ارتبط اسمها بالقطع مع السائد والنمطي وخلق بدائل للفعل الثقافي في تونس إذ تسعى إلى كسر جدار للنخبوية المحيط به وتسريبه إلى الأحياء الشعبية حيث يقاتل مواطنو الهامش من أجل الحياة.

كل الفنون وجدت طريقها إلى الشوارع من الموسيقى إلى الرقص والمسرح والشعر والأدب والفن التشكيلي واتخذت بعدا شعبيا بفضل إصرار مجموعة من الشباب على جعل الشارع فضاء للتغيير والمقاومة ورفض الواقع المشحون بالظلم والتهميش.

صوت المقموعين والمهمشين والمحرومين كانت مجموعة "فني رغما عني" ومازالت تنثر خيوط الضوء في مكامن الظلام، وهاهي اليوم تخلق "موفما" في مرناق لتقول مرة أخرى إن الثقافة شعبية أو لا تكون وألا معنى للثقافة التي تؤويها واجهات بلورية تذهب هباء منثورا عند بداية العاصفة.

المركز الدولي للتنشيط الاجتماعي " موفما سوشيال سنتر" الذي افتتح في الثالث والعشرين من أفريل الجاري، لبنة أخرى في مشروع "فني رغما عني" الذي رسم سبيلا مختلفة في الأحياء الشعبية ووجد لنفسه مكانة في قلوب أبنائها.

و"موفما" مركز ثقافي واجتماعي  من أهدافه رفع الحراك الثقافي والاجتماعي وتطويره وتعزيز الممارسات الإيجابية من خلال تقديم خدمات اجتماعية وفنية وثقافية، وفق ما ورد في تعريفه من قبل جمعية "فني رغما عني".

إحدى عشرة سنة من المقاومة ومن القتال من أجل الثقافة توجتها الجمعية بمركز ثقافي اجتماعي على ملكها لتكتب تفاصيل قصة قطع أبطالها مع ثقافة التنميط والاستنساخ وصنعوا ثقافتهم التي تقوم على النقد والتأويل والبحث عن بدائل تشبه الجميع ولا تقيم الفوارق بين المختلفين.

أعمال فنية تناثرت في الشوارع وزرعت في الجدران والاسفلت بذور الثقافة البديلة التي تهز الكيان وتربك الذات وتدفع الروح إلى التحرر من قيود الاستهلاك الأعمى، هي ليست سوى حالة مقاومة مستمرة فرضها من خلقوا هذا الحراك الفني الثقافي الرافض للواقع.

حروب كثيرة خاضتها "فني رغما عني" بدءا بالتضييقات والمضايقات مرورا بتهديدات جدية بالقتل والسحل وصولا إلى حرق مقر الجمعية ومن رماد هذا الحريق انتفضت مرة أخرى أكثر قوة وإصرارا لتواصل ترسيخ مشروعها البديل ونثر الأمل والحياة حيث ما مرت.

والفضاء الذي يفتح أبوابه للجميع ويحمل على عاتقه رهان تقديم خدمات ثقافية واجتماعية، يضم قاعة للأنشطة الفنية تحمل اسم الناشطة الحقوقية لينا بن مهني، وهي تسمية فيها الكثير من العرفان والاعتراف بما فعلته بن مهني من أجل ترسيخ فعل ثقافي بديل، كما يضم أيضا إقامة فنية ومكانا مخصصات للإدارة وفضاء متعدد  الاختصاصات.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.